সিনেমা ও দর্শন: একে অপরকে কী দেয়
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
জনগুলি
يقترح الفيلسوف الأمريكي ديفيد لويس التعريف التالي للسفر عبر الزمن. يقاس الزمن بالتغير، تغير عقارب الساعة على سبيل المثال؛ ما يسمح لنا بتمييز الزمن الخارجي عن الزمن الشخصي. يقاس الزمن الشخصي بالتغير في شخصية المرء (تخيل ساعة كوارتز مثبتة تحت جلدك؛ معدل تقدمك في العمر أو اكتسابك الذكريات هو إحدى وظائف الزمن الشخصي). أما الزمن الخارجي فيقاس بالتغير في بيئتك الخارجية (تخيل ساعة على بعد مائة متر). يحدث السفر عبر الزمن إذا انتقلت إلى زمن خارجي بعيد نسبيا خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا من الزمن الشخصي. في «جسر المطار» يرتحل المسافر عبر الزمن إلى مستقبل يبعد مئات كثيرة من السنين، بينما من منظوره - منظور زمنه الشخصي - استغرقت الرحلة بضع ثوان على الأكثر. أما من المنظور الخارجي، فقد استغرقت رحلة المسافر مئات السنين. لا يوضح كريس ماركر، في تصرف حكيم على الأرجح، عمليات الانتقال المتضمنة في هذه الرحلة؛ ففي أحد المشاهد يبدو المسافر يلاحظ أو يتخيل الماضي ليس إلا، وفي المشهد التالي نجده في الماضي بالفعل. ولا يقال لنا كيف وصل هناك. في نسخة عام 2002 السينمائية من رواية «آلة الزمن»، نرى المسافر وهو يتحرك فعليا عبر الزمن. لا نكاد نرى أيا من علامات التقدم في السن عليه (ربما كبر دقيقة ليس إلا)، بينما يشيخ العالم خارج مركبته أمام أعيننا (بفضل تأثيرات تسريع الفواصل الزمنية بين اللقطات المعدة بواسطة الكمبيوتر). وعندما يسافر إلى الماضي، نرى الخدعة ذاتها؛ فبينما يرتحل ببطء عبر الزمن دون أن يتقدم في السن (ودون أن ينقص عمره كذلك)، نرى العالم خارج مركبته يتراجع إلى الوراء بسرعة كبيرة (أيضا بفضل تأثيرات تسريع الفواصل الزمنية بين اللقطات المعدة بواسطة الكمبيوتر).
في بعض الأحيان يكون السفر عبر الزمن عملية مستمرة كما في فيلم «آلة الزمن»، وفي أحيان أخرى يتضمن عمليات انتقال منفصلة. في معظم أفلام السفر عبر الزمن يستقل المسافر مركبته ثم يضغط على زر ما فينتقل إلى زمن مختلف تماما دون المرور بفترات زمنية فاصلة على الإطلاق. تتم هذه العملية أحيانا عبر ثقب دودي، لكن صناع الفيلم عادة ما يجنبون أنفسهم عناء شرح علاقة الثقب الدودي على وجه التحديد بالسفر عبر الزمن. في حلقة بديعة من مسلسل «دراما المستقبل » (فيوتشراما) بعنوان «نهاية سعيدة لحادثة روزويل» (روزويل ذات إندز ويل) يحدث السفر عبر الزمن لأن بطل المسلسل «فراي» يتجاهل تعليمات الاستخدام بينما يحاول إعداد الفشار في الميكروويف (وهي حادثة تصادفت مع وقوع انفجار نجم ضخم، إذا كنت تتساءل عن كيفية تسبب ذلك في الانتقال عبر الزمن). فكما نرى، القصة التي تبرر قدرة السفر عبر الزمن في معظم الأفلام إما غائبة تماما أو مجرد كلام فارغ هزلي (عبقري ثائر الرأس، وكثير من الشخبطات على سبورة سوداء ومركبة فاخرة لامعة أو سيارة من نوع ديلوريان كما في فيلم «العودة إلى المستقبل» (باك تو ذا فيوتشر)). وفي النهاية يبقى السؤال الفلسفي بلا إجابة: هل السفر عبر الزمن ممكن من الأساس؟
ما احتمالية السفر عبر الزمن؟
هذا سؤال غامض؛ إذ يوجد أكثر من نوع واحد من الاحتمالية؛ يوجد على الأقل ثلاثة أنواع ذات صلة بمبحثنا: الاحتمالية المنطقية والاحتمالية الميتافيزيقية والاحتمالية الفيزيقية. يعتبر تسلسل ما من الأحداث محتملا من الناحية المنطقية إذا أمكن وصفه وصفا شاملا دون تناقض، ويعتبر محتملا من الناحية الميتافيزيقية إذا أمكن وصفه وصفا شاملا دون خرق مبادئ ميتافيزيقية صحيحة، بصرف النظر عن ماهيتها (على سبيل المثال، القول بأن الحاضر وحده هو الموجود أو أن الأشياء المادية هي فقط الموجودة يصنف تحت بند المبادئ الميتافيزيقية، لكنها قد تكون مبادئ غير صحيحة). وخلافا لذلك، يصبح تسلسل ما للأحداث محتملا من الناحية الفيزيقية إذا لم يخرق أيا من قوانين الطبيعة، بصرف النظر، مرة أخرى، عن ماهيتها.
إذن ما السؤال الذي ينبغي لنا طرحه؟ بما أننا في كتاب فلسفي، فلن نبحث الاحتمالية الفيزيقية. لكن يجدر بنا أن نذكر في مجمل حديثنا أن نوعا واحدا على الأقل من السفر عبر الزمن يبدو محتملا من الناحية الفيزيقية، بل ويحدث يوميا كذلك. تتنبأ النظرية النسبية الخاصة بنوع من السفر عبر الزمن يحدث عبر ما يطلق عليه تأثير تمدد الزمن؛ فلتفترض أنك أرسلت ساعة فائقة الدقة إلى طائرة وقارنتها بساعة مطابقة لها على الأرض؛ سيتضح لك أن الساعة على الطائرة ستتحرك على نحو أبطأ من الساعة الموجودة على الأرض. السفر جوا إذن سبيل للاحتفاظ بالشباب (رغم أن ذلك لا يحدث بقدر كبير). يتزايد تأثير تمدد الزمن مع السرعة؛ لذا السفر على متن صاروخ يعد طريقة أكثر فعالية كي تمد في عمرك ليفوق عمر أبناء عمومتك على الأرض. (الجانب السلبي الوحيد أنك في الحقيقة لن تحظى بأي وقت إضافي من منظور الزمن الشخصي، وهو في النهاية الزمن الذي يهمك حقا.) بالطبع تأثير تمدد الزمن ليس النوع الوحيد من السفر عبر الزمن؛ يمكن تحقيق السفر إلى المستقبل البعيد عبر آلية أخرى، آلية تتسبب في ثني الزمكان. لكن تمدد الزمن لن يساعدنا على السفر إلى الماضي. (كما سنرى، السفر إلى الماضي هو ما يسبب الإشكاليات الفلسفية الرئيسية.)
هذا فيما يتعلق بالاحتمالية الفيزيقية. ماذا إذن عن الاحتمالية الميتافيزيقية؟ حسب الرؤية الحاضرية، السفر عبر الزمن مستحيل ميتافيزيقيا. وحتى لو استطعت سرد قصص مترابطة منطقيا للسفر عبر الزمن، تتناقض تلك القصص مع مبادئ ميتافيزيقية جوهرية حول طبيعة الزمن؛ فأنت لا تستطيع السفر إلى مكان غير موجود. لكن لحسن الحظ لدينا نظرية ميتافيزيقية أخرى للزمن متاحة للتأمل؛ ألا وهي النظرية الرباعية الأبعاد. لا يبدي أتباع هذه النظرية أي اعتراض ميتافيزيقي على السفر عبر الزمن. لكنه إذا اتضح أن السفر عبر الزمن غير محتمل منطقيا، فلن تكون هناك أهمية لجميع الحجج المطروحة حول ميتافيزيقا الزمن. إذا لم يكن السفر عبر الزمن محتملا منطقيا، فهو غير محتمل إذن في أي سياق آخر. وبالمناسبة توجد حجة شهيرة مفادها أن السفر عبر الزمن غير محتمل منطقيا، وهي تدعى مفارقة الجد.
مفارقة الجد
إذا كان السفر إلى الماضي ممكنا، فما الذي يمنعني إذن من السفر إلى الماضي وقتل جدي في صباه؛ ما يضمن منع ولادة أمي؛ ومن ثم إذا لم يكن لدي أم فلن أولد من الأساس، وإذا لم أولد من الأساس، فلن يمكنني السفر إلى الماضي وقتل جدي. وهكذا تتحطم احتمالية السفر إلى الماضي فيما يبدو أمام أعيننا. تعرف هذه المفارقة باسم مفارقة الجد. هل هي تثبت بالفعل أن فكرة السفر إلى الماضي في حد ذاتها غير متماسكة منطقيا؟ دعونا نصغها في شكل حجة تناقض الاحتمالية المنطقية للسفر عبر الزمن. (1)
إذا كان السفر عبر الزمن محتملا من الناحية المنطقية، ففي وسعي الرجوع إلى الماضي وقتل جدي؛ ما يضمن عدم ولادة أمي. (2)
إذا لم تولد أمي قط، فلن أولد أنا أيضا. (3)
অজানা পৃষ্ঠা