সিনেমা ও দর্শন: একে অপরকে কী দেয়
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
জনগুলি
ملاعق زيون تختلف اختلافا جذريا عن ملاعق المصفوفة. ملاعق المصفوفة هي نتاج معالجة معلوماتية أجرتها الآلات، هي مصنوعة من شفرة المصفوفة؛ ملاعق زيون مختلفة، فهي مصنوعة من المعدن أو الخشب. لم يتفاعل نيو قط قبل أن يتناول الحبة مع ملاعق زيون، لم ير واحدة قط أو أمسكها بيده، أو تحدث مع أحد أمسكها بيده. (على الأقل لم يتحدث إلى أولئك الأشخاص عن الملاعق.) ملاعق زيون ليست جزءا من بيئته؛ لذا فحديثه عن الملاعق لا يشير إليها. عندما تحدث نيو قبل أن يتناول الحبة عن الملاعق (ليس في معظم الوقت كما نتوقع) كان يتحدث عما يتفاعل معه، وهي في هذه الحالة ملاعق المصفوفة. وما يقوله عنها هو في الأغلب يكاد يكون صحيحا تماما.
5
معظم المعتقدات داخل المصفوفة يمكن تبريرها عبر هذه الاستراتيجية، التي تتضمن تفسير الأفكار والكلام داخل المصفوفة في إطار عناصر بيئة المصفوفة ذاتها. فما إن نفهم دلالات الألفاظ داخل المصفوفة فهما سليما، سرعان ما يتضح أن المعتقدات داخل المصفوفة صحيحة عموما؛ ومن ثم يصبح التفسير الديكارتي خاطئا؛ عالم المصفوفة ليس وهما؛ أي إنه لا يجعل ساكنيه يعتقدون أنهم يرون شيئا هم لا يرونه أو يجعلهم ينسبون إلى شيء ما خاصية ليست من خواصه. والتفكير داخل المصفوفة يكون حول أشياء موجودة، موجودة داخل المصفوفة، وتتمتع بوجه عام بالخصائص المنسوبة لها. إذا قال نيو قبل تناول الحبة إن الملعقة مصنوعة من فولاذ لا يصدأ، فهي على الأرجح مصنوعة من فولاذ لا يصدأ؛ فولاذ المصفوفة الذي لا يصدأ (هل يوجد غيره؟!) إن المصفوفة عالم افتراضي له نظامه الزمكاني، وعلم وجود خاص به ينطبع على ما فيه من أشياء وخواص وأحداث وعمليات. لا ينبغي لنا اتباع وجهة النظر الإقصائية فيما يتعلق بالمعتقدات داخل المصفوفة، بل ينبغي اتباع وجهة النظر الاختزالية في التعامل معها. فلنسرد أسبابنا لذلك.
داخل المصفوفة يتحدث نيو عن ملعقة. هو يعتقد إذن بوجود الملاعق (أو بوجود ملعقة واحدة على الأقل). لكن ما هذا الشيء الذي يعتقد وجوده؟ يمكن القول مبدئيا، إن ملعقة المصفوفة هي نسق منظم من المعلومات المخزنة على جهاز الكومبيوتر الخاص بالآلات بجانب مجموعة من العمليات المحددة التي تجرى على هذه المعلومة. ملاعق المصفوفة هي باختصار حزم من المعلومات. ويسري هذا على جميع الأشياء المادية داخل المصفوفة. هي أشياء ليست أولية وفقا لعلم الوجود، بل توجد فحسب كجوانب لشيء أكثر أولية؛ ألا وهو حزم المعلومات. ينبغي لنا اتباع هذا المنهج نفسه في التعامل مع المكان داخل المصفوفة. الأشياء المادية داخل المصفوفة توجد في فضاء المصفوفة ثلاثي الأبعاد، لكن فضاء المصفوفة ليس أوليا من منظور علم الوجود، بل يوجد كهيكل معلوماتي، عنصر ينسق طريقة تفاعل حزم المعلومات مع بعضها. فضاء المصفوفة حقيقي، لكنه مجرد جانب آخر من جوانب عمل كمبيوتر الآلات.
والآن ربما ترغب في الاعتراض زاعما أن فضاء المصفوفة ليس «فضاء» حقيقيا. والسبب في ذلك أنه لا يشغل حيزا مكانيا، فهو ليس ممتدا؛ لذا أليس من المفترض أن نتبع وجهة النظر الإقصائية فيما يتعلق بالأشياء المفترض وجودها داخل المصفوفة؟ ردنا على هذا هو أنه ربما كان صحيحا أن فضاء المصفوفة لا يشبه الفضاء العادي من نواح معينة، لكنه يتمتع في الواقع ببعض من الخصائص الأساسية للفضاء دون أن يشبهه كليا. رغم ذلك فضاء المصفوفة لا يزال حقيقيا، والهيكل المعلوماتي وراءه حقيقي. والمزاعم حول الأشياء داخل المصفوفة في فضاء المصفوفة هي في الأغلب مزاعم حقيقية. لهذا السبب ينبغي لنا اتباع وجهة النظر الاختزالية لا الإقصائية فيما يتعلق بالأشياء داخل فضاء المصفوفة.
وماذا عن الأفراد؟ يبدو أنهم موجودون داخل المصفوفة. هل يمكن اختزالهم إلى معلومات، وما يتصل بها من معالجات داخل كمبيوتر الآلات؟ بالطبع الإجابة بالنفي. داخل المصفوفة، يتألف الأفراد من أجساد وعقول. أجسادهم تنتجها الآلات، لكنها لا تنتج عقولهم. عقول المصفوفة تعتمد على ما يحدث داخل الدماغ الموجود في الحجيرة لا الدماغ الموجودة في المصفوفة.
6
لا تستطيع الآلات التحكم فيما سيختاره الناس، وفيما سيشعرون به، وفيما سيقولونه، وفي كيفية تصرفهم ... إلخ.
7
ربما كانت وجهة النظر الثنائية حول العقل والجسد هي النظرية المناسبة لتفسير حال سكان المصفوفة. إن عقول سكان المصفوفة لا توجد في النظام المكاني نفسه الذي توجد به أجسادهم؛ هي منفصلة وجوديا عن الأجساد. ورغم ذلك يتفاعل العقل والجسد داخل المصفوفة. أولا يرسل الجسد إلى العقل إشارات حول البيئة التي تحيط به؛ يطلق على هذا إحساس جسدي، ويتضمن انتقال الإشارات من المصفوفة إلى دماغ الحجيرة عبر القضيب المعدني المدبب المنغرس في مؤخرة رأس جسد الحجيرة. ثانيا يفسر العقل هذه الإشارات، ويستجيب لها عبر إرسال إشارات خاصة به من خلال القضيب المدبب. على سبيل المثال يتلقى العقل من الجسد إشارة مفادها «توجد ملعقة في يدي» فيرد بإشارة مفادها «حسنا، فلتقلب القهوة إذن!» ذلك وصف تقريبي للنموذج الأشهر من الثنائية، الذي يطلق عليه «الثنائية الديكارتية»؛ تكريما آخر لرينيه ديكارت، أشهر مناصريه. وفقا للثنائية الديكارتية، يتألف الفرد من عقل وجسد. العقول منفصلة عن الأجساد، لكن العقول والأجساد يتفاعلان مع بعضهما بعضا في كلا الاتجاهين. فتؤثر العقول على الأجساد، وتؤثر الأجساد على العقول. لذا، حتى في حالة خطأ التفسير الديكارتي للمصفوفة - الذي يفسر الأشياء والأحداث داخل المصفوفة على أنها أوهام - يبدو أن الثنائية الديكارتية على الأقل تنطبق على الأفراد داخل المصفوفة.
অজানা পৃষ্ঠা