সিনেমা ও দর্শন: একে অপরকে কী দেয়
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
জনগুলি
وبافتراض أن ذلك ممكن بالفعل؛ فإن هذا سيكون معناه أن السينما أصبح لزاما عليها إيجاد بديل للمتع التي تضرب بجذورها في النظرة الشبقية المتلصصة، إذا أرادت تقديم أي متعة. لكن ما الذي يدفعنا إلى افتراض إمكانية إيجاد تلك المتع البديلة؟
لا تخاطب مولفي هذه المسألة على ما يبدو؛ إذ تكتب (1993 [1975]: 123) قائلة:
الضربة الأولى التي يجب توجيهها نحو التراكم الهائل من أعراف الأفلام التقليدية (والتي بدأ صناع الأفلام الراديكاليون في شنها بالفعل) هي تحرير نظرة الكاميرا ودفعها نحو واقعها المادي المتمثل في الزمان والمكان، وتحرير نظرة الجمهور وتوجيهها نحو المنطق الجدلي والانفصال العميق. يدمر ذلك دون شك الامتياز الذي يحوزه «الضيف الخفي» وما يستمده من إشباع ومتعة، ويلقي الضوء على كيفية اعتماد الفيلم على الآليات التلصصية الفاعلة/غير الفاعلة. ولا يسع النساء، اللاتي لطالما سرقت صورهن واستخدمت لهذا الغرض، النظر إلى انهيار الفيلم التقليدي إلا بنوع من الأسى العاطفي.
وهكذا، في حين تعترف مولفي وتحتفي بحقيقة أن أساليب صانعي الأفلام الراديكاليين ربما تدمر «الامتياز الذي يحوزه «الضيف الخفي» وما يستمده من إشباع ومتعة»، فإنها لا توضح ماهية المصادر الجديدة للجاذبية السينمائية، ولا تقدم تفسيرا واضحا لكيفية إيجادها. وكما سيخبرك أي ممن يذهبون إلى السينما بهدف التسلية، بدون مصدر ما من هذا النوع، لن يذهب أحد لمشاهدة الأفلام بعد الآن.
لن تجد السينما الجديدة جمهورا جديدا إلا إذا لجأت إلى رفع الوعي. لكن من غير الواضح على الإطلاق ما إذا كان رفع الوعي قد يكفي لتكوين جمهور يستمد من الأفلام متعا تختلف في نوعيتها عن متع الجماهير السابقة. ما نحتاج إليه، أو ما يبدو أننا نحتاج إليه، ليس رفع الوعي بل رفع اللاوعي. يدفع منهج التحليل النفسي بأن بعض جوانب اللاوعي من الممكن التلميح إليها ورفعها إلى مستوى الوعي ثم التعامل معها بطرق تمكن الأفراد من التغلب على ميول عصابية محددة. لكن التحليل النفسي، على الأقل التحليل النفسي الفرويدي، لا يحوي الكثير مما قد يدعم إمكانية تغيير النفس البشرية على النحو الذي تعتقد مولفي كونه ضروريا لبزوغ جمهور مستنير جديد للسينما، جمهور قادر على الإحساس بمتع سينمائية بديلة. تشير بعض القراءات للتحليل النفسي أن المتع المنحرفة هي جزء من البشر، وجزء من المتعة نفسها. وفي حين قد نستطيع التخلص من صور معينة من التمييز الجنسي الصريح ومن بعض التحيزات، من الصعب، أو ولا ينبغي لنا، محاولة التخلص من التلصص الشبقي والماسوشية (والمتع المستمدة منها)؛ إذ تعتمد المتعة التي نستمدها من السينما، والكثير من المتع الحياتية بالطبع، على ذلك.
رغم ذلك، يوجد جانب إيجابي، فليست كافة أشكال التلصص الشبقي والفيتيشية والماسوشية والسادية وغيرها تحمل ضررا. تتسبب الفيتيشية في ضرر عندما تدفع المرء، على سبيل المثال، إلى التعلق جنسيا على نحو كلي بحذاء أحد الأشخاص عوضا عن الشخص ذاته. فلنتأمل على سبيل المثال ما قاله فرويد (1993 [1927]: 27) عن الفيتيشية:
في السنوات الأخيرة الماضية، سنحت لي الفرصة لإجراء دراسة تحليلية على مجموعة من الرجال ممن تهيمن الفيتيشية على اختيارهم العاطفي. لا ينبغي توقع أن أولئك الأشخاص قد أتوا للتحليل النفسي بسبب هذه الفيتيشية؛ هم يدركون تماما أنها انحراف عن المسلك الطبيعي، لكن نادرا ما يشعرون بأنها عرض لمرض تصحبه معاناة. وعادة ما يكونون قانعين بها، بل وقد يمتدحون الطريقة التي تسهل بها هذه الفيتيشية حياتهم الجنسية؛ ومن ثم، كقاعدة، ظهرت الفيتيشية في تحليلهم النفسي كاكتشاف ثانوي.
كذلك الماسوشية هي على الأرجح جزء من عملية الحزن المعتادة، والسادية (في بعض أشكالها) قد تحقق هدفا وقائيا، بل وأخلاقيا. سوف نستأنف الحديث عن تلك الموضوعات في الفصل التاسع، حيث سنناقش شكلا متطرفا جدا من الاعتماد على ما يبدو أنه رغبات سادية لدى المشاهد؛ إذ سنناقش أفلام الرعب، ولا سيما أفلام الرعب الواقعية (أي الأفلام التي تستثير استجابة تنطوي على رعب دون اللجوء إلى وسيلة خارقة لتحقيق ذلك).
عرضنا في هذا الفصل مجموعة صغيرة فحسب من المشكلات الفلسفية المثارة حول السينما، وقد اخترنا المشكلات المترابطة والتي تؤدي كل منها إلى الأخرى أو تتضمنها على ما يبدو. وهي جميعا مشكلات مرتبطة من زاوية ما بالعلاقة بين السينما والمشاهد. رغم ذلك، على القارئ أن يحكم بنفسه ما إذا كنا على حق في زعم أن الوعي بالقضايا المثارة حول طبيعة السينما لن يؤدي إلى تحسين نقاش القضايا الفلسفية المطروحة في الأفلام فحسب، بل قد يحسن كذلك من السهرة التي يقضيها المرء في دار العرض السينمائي.
أسئلة
অজানা পৃষ্ঠা