6
وفي بعض الأساطير عند المسلمين من أهل الصين أن ملك تلك البلاد «تاي تسونج» أرسل إلى النبي - عليه السلام - ليوفد بعثة لنشر الإسلام في الصين ، فبعث النبي ثلاثة من الصحابة، توفي اثنان منهم في الطريق ووصل الثالث إلى الصين، فأحسن الملك استقباله وساعده في إنشاء مسجد بمدينة كنتون. كما أن في بعض أساطيرهم الأخرى أن الإمبراطور الصيني «ون تي» بعث إلى النبي رسولا يطلب إليه أن يسافر بنفسه إلى الصين، فاعتذر عليه السلام، وأوفد مع الرسول أربعة من الصحابة على رأسهم خاله سعد بن أبي وقاص، الذي كان أول من بشر بالإسلام في الصين، والذي يقال: إنه توفي فيها ودفن في ظاهر مدينة كنتون بقبر لا يزال ينسب إليه،
7
وقد زعموا في هذه المناسبة أن رسول الإمبراطور رسم صورة رسول الله سرا وسلمها إلى سيده، على أن هذه الأساطير لا تقوم على أي أساس علمي صحيح.
وأكبر الظن أن الإسلام دخل إلى الصين على يد تجار ساروا في الطريق البحري الذي كانت تتبعه السفن التجارية،
8
ولكن أقدم اتصال سياسي بين الصين والشرق الإسلامي جاء ذكره في المصادر التاريخية كان بالطريق البري؛ فإن فيروز بن يزدجرد كتب إلى إمبراطور الصين يسأله المساعدة في صد غارة العرب الذين فتحوا بلاده وهلك على يدهم أبوه يزدجرد ملك الفرس، وقد أبى إمبراطور الصين أن يقدم إليه المدد العسكري المطلوب، محتجا ببعد الشقة.
9
ولكن قيل: إنه أرسل إلى المدينة مندوبا من قبله للدفاع عن قضية فيروز وليتبين قوة الجماعة الإسلامية الفتية. وقيل أيضا: إن الخليفة عثمان بن عفان أرسل أحد قواد العرب لمرافقة السفير الصيني في عودته سنة 651م، وإن إمبراطور الصين أكرم وفادة هذا القائد.
وفي عهد الوليد بن عبد الملك (86-96ه/705-715م) قدم القائد العربي قتيبة بن مسلم واليا على خراسان، فكانت له فيها حروب وفتوح، وعبر نهر جيحون (أموداريا
অজানা পৃষ্ঠা