ولولا ابتسامة المائدة ما سأل مراد هذا السؤال.
وقال الحاج دهشان: أوكنت أقول على بركة الله إن لم أكن سألتها؟ إنها بنتي الوحيدة، وغدا تعرف إلى أي مدى يحب الآباء أبناءهم، فهذا شيء لا يعرفه الأبناء إلا حين يصبحون آباء.
وأنهى الحاج دياب الحديث: امدد يدك يا حاج دهشان. - على بركة الله إن شاء الله.
ومد يده وقرأ ثلاثتهم الفاتحة.
5
تم الزواج، وانتقلت نازلي إلى دار الحاج دياب ريثما يتم المنزل الذي رسمه مهندس حسن الذوق ليقيم فيه مراد وزوجه، وكانت الحاجة بدوية أم مراد سيدة رضية الخلق، وقد فرحت بزواج ابنها الأوحد فرحا لا يدانيه فرح، ورحبت بنازلي غاية الترحاب، وخصصت للعروسين جناحا في الدور الأعلى من المنزل، وأصرت قبل الزواج أن يلحق بالجناح حمام خاص بالعروسين، ولم يجد المهندس الذي رسم بيت مراد مشقة أن يقلب غرفة مجاورة للجناح إلى حمام للعروسين.
ومع ذلك فإن الحاج لم ينجح في جعل مراد وزوجته مستقلين عن البيت الكبير، أو السراية كما يسمي أهل الميمونة بيت العمدة. وربما كان اتساعه وأنه مبني بالطوب الأحمر سببا في هذا اللقب الذي أضفاه أهل البلدة على منزلة العمدة.
كان مأكل العروسين وشربهما وسائر ما يشغل أهل البيت متوحدا لا انفصال فيه بين العروسين والحاجة بدوية أو الحاج دياب.
وأصرت نازلي أن تقوم هي نفسها بعمل القهوة لحميها وحماتها كلما طاب لهما أن يتناولا القهوة. وكانت نازلي صناعا في شئون المطبخ، فكثيرا ما كانت تتحف الأسرة بطعام تختاره هي لهم وتتقن صنعه.
وهكذا ازداد حب بدوية لنازلي وبخاصة أنها وجدت نازلي لا تحاول أن تبدو وكأنها ست البيت. بل كانت ترجع في صغير الأمور قبل كبيرها إلى نينا بدوية كما كانت تدعوها.
অজানা পৃষ্ঠা