الداء الثاني: تأتي إلى الصلوات وبطنك شابع ولست بجائع، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم:((من ملأ بطنه من الطعام فقد الخشوع))، ولهذا قال النبي داود عليه السلام -: لأن أترك من عشائي لقمة أحب إلي من قيام عشرين ليلة. يا فلان، مثل القلب مثل الجوهرة الشفافة، فإذا أضيف إليه ما يوافقه من الخشن القليل كان له كالصقال، وإذا أضيف إليه الدسم والزهم والكضة وسددت عليه الحواس أبى أن يعقل ويصطقل وبالله يشتغل، هيهات..هيهات، أما سمعت أمير المؤمنين [عليا](1)- كرم الله وجهه [في الجنة] (2)-: العبادة حرفة آلتها المجاعة. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لكل شيء باب وباب العبادة الصوم))(3). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما ملأ ابن آدم(4) وعاء شرا من بطن))(5). وقال: ((ماشبع محمد وآل محمد من طعام حتى لقي الله تعالى))(6) . وقال: ((إن من كان قبلكم يبعرون بعرا، وأنتم تثلطون ثلطا فأتبعوا الحجارة الماء))(1). وقال: صلى الله عليه وآله وسلم ((لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك)) (2). ونوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب))(3).
পৃষ্ঠা ১২১