ليس لي زاد ولكن كنت معه في سفر مكة فرصدت أوراده الصالحة في اليوم مائة وعشرين ركعة، فيها ما يقرأ فيه بالسبع المنجيات، والبقرة، وآل عمران، وسورة الأنعام، وصلاة التسبيح وقت الضحى مرة، وبعد الظهر مرة، وفي الليل مرة، وبين العشاءين خمسين ركعة، وأما صلاة الليل فإنه يقوم [الليل](1) كله، وأنا أرقد الليل كله، وكان يقول: صلاة [بين](2) العشاءين ناشئة الليل، وهي صلاة الأوابين، وهي صلاة الذين {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا}(3) [السجدة:16]يروي فيها أخبارا جمة. وعلى الجملة أن كل صلواته وأذكاره مأثورة، وكلما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من صلاة، وذكر، وتسبيح، ودعاء، حصل معه النهمة العظيمة حتى يفعله ويجعله له وردا، وكان يقرأ آية الكرسي بعد الفجر مائة مرة، وسورة الإخلاص مائة مرة(4)، وروى لي (الثقة)(5): أنها ألف(6)، وقبل المغرب آية الكرسي مائتي مرة، ويحاسب نفسه قبل المغرب(7)، ويبكي بكاء عظيما مستمرا في سفره وحضره، فإن لم يبك أصبح من الغد مريضا، متألما، غير نشط (8) على أوراده، و[قد](9)كنا نفهم ورد البكاء فنقوم عنه، ولابد من هذا الورد في السفر والحضر، وإذا فأجأه البكاء ونحن معه ابتل رداءه وموضع(10) سجوده، وكانت معه حجرة صغيرة إذا غلبه النوم اتخذها تحت خده ظنا مني. والله أعلم.
পৃষ্ঠা ১১৮