ولا عمل يرضى به الله صالح ... كفى حزنا أن لا حياة هنيئة مع كسب العلوم التى قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((سيأتي رجل من أمتي يقال له النعمان يحوز ثلاثة أرباع العلم، ويشارك الناس في الربع الآخر))(1)، وكذا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعن التابعين: كالحسن البصري، ومالك بن دينار، وسفيان الثوري، وبشر الحافي، وتابعيهم كالجنيد، والبسطامي، وغيره وغيرهم، وروايتهم في: (حلية الأبرار) في خزانة الكينعي [رضي الله عنه](2)، فإن قال قائل: أنى يتهيأ هذا العمل الكثير في هذا الوقت اليسير، والساعات اليسيرة لهذا الرجل وهؤلاء السادة؟ قلت: إن ذلك يسير على من يسره الله عليه لقوله تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}، [محمد:17] ولقوله تعالى: {والله يضاعف لمن يشاء} [البقرة:261] و((الخير عادة))، قاله صلى الله عليه وآله وسلم(3) وروي أن رجلا صالحا من أهل صنعاء في زمان الهادي عليه السلام - رأى النبي الخضر - عليه السلام - في جامع صنعاء في غربي مؤخر المقدم، فقال له: أنت النبي الخضر ؟ فقال له: نعم، فقال: أدع الله لي، فقال [له](4): يسر الله عليك طاعته، فقال له: زدني، فقال: ما أجد زيادة.
পৃষ্ঠা ১১১