والمبلغ والمستمع، فإني كنت ممن حظي بمودته وشغف بمحبته، وتمسك بأهداب خدمته، وعاهد المولى على عقد أخوته في الله خالصا من جميع الشوائب إن شاء الله تعالى، فأقبل رضي الله عنه وأرضاه على تأديبي وتهذيبي وتنقيح عيوبي ورحض حوبي(1)، فعل الشفيق الآسي، والحدب (2) الرفيق المواسي، شاركني في أعماله وأدعيته، واهتم بأموري إيثارا على أسرته وتلامذته، فعجزت عن القيام بحقه والاقتداء به في الحياة، وندمت وتداركت بعض حقوقه بعد الممات، بنشر بعض ماخص به من الباقيات الصالحات، لعل الناظر إليها يهتدي، وبأقواله وأفعاله وأفكاره يقتدي{أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}[الأنعام:90]، ومن لم ير مفلحا لم يفلح.
ولله در(3) القائل:
فتشبهوا إن لم تكونوا (مثلهم)(4) ... إن التشبه بالكرام فلاح
أردت بذلك وجه الله تبارك وتعالى، والمعاونة على البر والتقوى، سيما لمن سل سيف العزم على أعدائه، (و)(5) الساكنين في خلده، وحوبائه(6) مع تعريج كلي من وجوه الإخوان، أمدهم الله بلطفه وكثربهم الإيمان، وجعلهم على الحق أبلغ أعوان.. فاستخرت الله تبارك وتعالى(7) وسألته التوفيق والهداية لي ولإخواني ولكافة المسلمين، والإخلاص في كل قول وعمل واعتقاد ونية وترك، قال صلى الله عليه وآله وسلم:
পৃষ্ঠা ৩