الأول: من (الشهاب) قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((يقول الله تعالى ذكره وجلت قدرته: أنا عند ظن عبدي فليظن بي عبدي ما شاء، وأنا مع عبدي إذا ذكرني، وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في، والمتباذلين في، والمتزاورين في، لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمن [من](1) عذابي، اشتد غضبي على من ظلم من لم يجد ناصرا غيري يا دنيا، مري على أوليائي لاتحلولي لهم فتفتنيهم، يا دنيا، اخدمي من خد مني، واتعبي [يا دنيا](2) من خدمك، من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، [و](3) ما ترددت في شيء أنا فاعله، ما ترددت في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته، ولابد له منه، ما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل الزهد في الدنيا، ولا تعبد لي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولازال يتحبب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به. يا موسى، إنه [لن](4) يتصنع المتصنعون لي بمثل الزهد في الدنيا، ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم، ولم يتعبد لي المتعبدون بمثل البكاء من خيفتي، هذا دين أرتضيه لنفسي، ولن يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق، فأكرموه بهما ما صحبتموه، إذا وجهت إلى عبدي المؤمن مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده فاستقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا، أو أنشر له ديوانا، ثم الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني [في](5) واحد منهما ألقيته في النار))(6) الخبر الثاني: من (السيلقية)(1) عن: أنس بن مالك، قال: قيل لرسول الله (ص): من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون؟، قال: ((الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها، واهتموا بآجل الدنيا حين اهتم الناس بعاجلها، فأماتوا(2) منها ما خشوا أن يميتهم، وتركوا منها ما علموا أن سيتركهم فما عرض لهم من نايلها عارض إلا رفضوه، ولاخادعهم من رفعتها خادع إلا وضعوه، خلقت الدنيا بينهم [فما يجددونها وخربت بينهم فما يعمرونها، وماتت في صدورهم](3) فما يحيونها بل يهدمونها، فيبنون بها آخرتهم، ويبيعونها فيشترون بها ما يبقي لهم، ونظروا إلى أهلها [فيها](4) صرعى قد خلت بهم المثلات فما يرون أمانا دون ما يرجون، ولاخوفا دون ما يحذرون))(5).
পৃষ্ঠা ১৫