ومن مكارم أخلاقه أنه ارتحل مسافة خفيفة إلى عند الإمام الناصر لدين الله محمد بن على (بن محمد) (1) بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبب حاجة لبعض محابه، ولم يشعر بمسيره حتى أخبره، قال للإمام عليه السلام: إن فلانا كما تعرف لاشيء معه وله بنات (لا مأوى) (2) لهن سوى الله فأحب تصرف له بيتا من بيوت الباطنية بصنعاء اليمن، فقال (له) (3) الامام عليه السلام: قد جعلنا له بيتا وأعنابا (وأوطانا) (4) ومستغلات ما يسد خلته ويكفي عائلته، وكتب بخط نفسه بذلك: كتابا عظيما بمحضره وأشهد الإمام على نفسه شهودا من العلماء والفضلاء، وأمر حكامه أن يحكموا بما وهب للمشفوع له، ووصل رحمه الله تعالى(5) مبشرا لأخيه بذلك ولو كان حاضرا لما فعل لفعله فقال له أخوه في الله: جزاؤك على الله وثوابك مضاعف إن شاء الله تعالى، لكن كيف هذا ؟ قال هو من أطيب الأرزاق، وكفرهم أجمع عليه علماء إلاسلام وجميع الملل، فقدر هذا البيت والمال والمستغلات بخمسين ألف دينار كل خمسة دنانير منها أوقية ، فقبض ما ذكر أخوه المؤد له فيه قبضا كاملا وزرعه (وباعه)(6) واشتغل مدة حياته، وكذا ورثته إن شاء الله تعالى، كل ذلك ببركته وشفاعته وحسن قصده.
ومنها: أنه شفع لبعض إخوانه بقربه من الإمام الناصر (لدين الله) (7) عليه السلام فأجابه وهو يستغل منها(في) (8) كل عام خمسة عشر حملا من الحب والدراهم، والغنم مئينا، وعلى الجملة إن كافة إخوانه سيما الفقراء المحتاجين (يتفقدهم)(9) في كل عام بما يحتاجون إليه من الكسوة والنفقة والأعياد وغير ذلك حتى بالبخور المائعة وغيرها.
পৃষ্ঠা ১৩৯