সিদ্দিকা বিনত সিদ্দিক
الصديقة بنت الصديق
জনগুলি
وممن جاءت الأنباء على اختلاف الروايات باستشارتهن في الزواج: هند بنت عقبة أم معاوية بن أبي سفيان، وقد خطبها سيدان من قومها، فاستخبرت أباها عنهما، فقال يصفهما: «أما أحدهما ففي ثروة وسعة من العيش، إن تابعته تابعك، وإن ملت عنه حط إليك، تحكمين عليه في أهله وماله. وأما الآخر فموسع عليه منظور إليه في الحسب الحسيب والرأي الأريب، مدره أرومته وعز عشيرته، شديد الغيرة لا ينام على ضعة ولا يرفع عصاه عن أهله.»
فقالت: «يا أبت! الأول سيد مضياع للحرة، فما عست أن تلين بعد إبائها، وتضيع تحت جناحه، إذا تابعها بعلها فأشرت، وخافها أهلها فأمنت؟ ساء عند ذلك حالها، وقبح عند ذلك دلالها، فإن جاءت بولد أحمقت، وإن أنجبت فمن خطأ ما أنجبت، فاطو ذكر هذا عني ولا تسمه علي بعد! وأما الآخر فبعل الفتاة الخريدة الحرة العقلية، وإني لأخلاق مثل هذا لموافقة، فزوجنيه.»
ويلوح من تكرار هذه الأنباء أن استشارة البنات في أمر زواجهن كان سنة من السنن المرعية بين سادات العرب، لا يشذ عنها إلا القليل. •••
ومن البديه أن هذه العادات والآداب التي تنشأ من بيئة الوطن ومناخه تعم الأمة برمتها، ولا يقع فيها التفاوت إلا ما لا بد منه بين فرد وفرد، أو بين طبقة وطبقة، على المثال الذي قدمناه.
بيد أنك قد ترى في الأمة طائفة من عليتها أو بيتا من بيوتها يخيل إليك أنهم خصوا من دونها بصفوة هذه الآداب ونقاوة هذه العادات.
أو يخيل إليك أن آداب الأمة كلها إنما كانت تحضيرا مقصودا لهذه الطائفة أو لهذا البيت، يأخذون منه بالخلاصة المصفاة واللباب المختار.
فإذا صح هذا الوصف في قبيلة من قبائل العرب فهو أصح ما يكون في قبيلة بني تيم، ثم في بيت أبي بكر الصديق الذي كان في موضع الذؤابة من هذه القبيلة.
فقد اجتمعت لبني تيم خلاصة الآداب التي نجمت من فرائض الحماية والذود عن الذمار، ثم تناولتها بالصقل والتهذيب بيئة السيادة وبيئة الحضارة.
وكان بيت الصديق على التخصيص مثلا في هذه الآداب جميعها يحتذى به بين الحواضر العربية.
لأن سيادة هذا البيت لم تكن سيادة طغيان وقتال، ولكنها كانت سيادة شرف وأمانة، وكانت حصته في الجاهلية من مقاوم الشرف حصة الوفاء بالمغارم وضمان الديون، وعمله الأكبر في الجاهلية يدور على التجارة ومعاملة الناس، ولا يدور على البأس والإكراه.
অজানা পৃষ্ঠা