دن لذريق :
أفعل ما تأمرين به على أن أختم بيدك حياتي الشقية وحاشا كلفي بك أن يداخله الجبن، فأندم على فعل كان حميدا. فتكة أعجلها الحمق عن تقدير العواقب، وصمت أبي وكستني عارا، وتعلمين ما أثر اللطمة في النفس الكريمة، لحقني ما لحقني من الوصمة فبحثت عن مقترفها، فرأيته فانتقمت لشرفي وشرف والدي، ولو وجب أن أعاود لعاودت، على أن غرامي نازعني طويلا فقاومت والدي ونفسي في سبيل حبك، وحسبك منه، على جسامة تلك المساءة، أنه تركني حينا أشاور نفسي في الإقدام أو الإحجام، فلما وازنت بين إغضابك أو تحمل الشنار أيقنت أن زندي سبق العذل
2
بزماعه،
3
وشكوت من حدة في طبعي جازت مداها، ولا شك أن جمالك كاد يرجح بكفته في الميزان لو لم أدفع سطواته بما مر في خاطري، وهو أن رجلا عطل من شرفه لا يكون لك أهلا، وأن التي أحبتني حرا كريما ستبغضني جبانا لئيما، مع ما لي في قلبها من المكانة الرفيعة، وإنني لو أطعت هواك وصبرت على الهوان لأصبحت غير خليق بعطفك، وأخلفت بي حسن ظنك.
أعود فأقول لك - وعلى ما بي من حزن وجزع - سأعود وأقول لك إلى آخر نسماتي - إنني أسأت إليك، وأكرهت على هذه الإساءة، لأمحو عاري وأكون أهلا لك فأما وقد وفيت دين الشرف، وقضيت حق أبي، فإنني لماثل لديك متوخيا مرضاتك، فقد سعيت إليك لأقدم لك دمي مؤديا ما يجب كما أديت ما وجب.
ولعلمي أن أبا مات يستفزك للاقتصاص من ذنبي أبيت أن أخبئ غريمك، فأقدمي وضحي لدمه بدم فتى يفاخر بأنه هو الذي أراقه.
شيمان :
آه ... إني وإن كنت عدوتك لا أستطيع ملامك، لفرارك من العار، وعلى تنوع الألوان التي أذوقها من العذاب لا أشكو منك بل أبكي لمصابي.
অজানা পৃষ্ঠা