শহীদ ধর্মান্ধতা: ঐতিহাসিক উপন্যাস
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
জনগুলি
عزيزي البارون
متى وصلنا إلى أرتناي، وانطفأت الأنوار، ونام سجينك، تعال إلي وقف تحت نافذتي، فإني أود سماع كلماتك الغرامية.
أناييس
فلما مضى برداليان فتح جاليو عينيه، وجعل ينظر إلى الطريق، وكان عنده أربعة من الحراس، رابعهم زعيمهم، وكان يتمشى الثلاثة وهم يتحدثون، أما الزعيم فكان واقفا وحده يترنم بأنشودة غرامية، ويقول في نفسه: قاتل الله الوحدة!
وكأنما أجاب الله دعاءه فمرت به وقتئذ ماشطة الملكة، وهي فتاة إيطالية اسمها «جذابة»، فقال لها: إلى أين؟ أجابت: إني أتنزه أيها الزعيم واقتطف الأزهار. قال: ألا تخافين من التنزه ليلا؟ أجابت: أنا أخاف؟ أنت تدري إنني لا أخاف الرجال. قال: لا يليق بك يا جذابة أن تسيري وحدك ليلا، فبحقك إلا ما أذنت لي بصحبتك؟
وبهت جاليو لما رأى تلك الإيطالية قد تناولت يد الزعيم، فقال في نفسه: إن جذابة هذه سريعة الانقياد!
ولم يكد ينطلق الزعيم والإيطالية حتى أقبل خادم يحمل زجاجات ملأى. فقال له أحد الحراس: إلى أين؟ فأجابه: إني أبحث عن جنود البارون برداليان. قال: لقد وصلت، فنحن جنوده. قال: لقد سرني ذلك؛ لأن ساعدي يكاد ينكسر من ثقل هذه الزجاجات. أحقا إنكم جنود البارون؟ أجاب: نعم، فما الذي تحتاجه منهم؟ أجاب: إن البارون أرسل إليكم هذه الزجاجات. - أيروم حفظها لدينا؟ أجاب الخادم: بل أرسلها لتشربوها. - غدا؟ أجاب: بل الليلة. فإن البارون طروب، وقد ود أن يطرب جنوده مثله. ثم إنه أعطاني هذا النرد.
قال أحد الجنود: هذا يصلح للعب، وليس لدينا نقود . فقال الخادم: ولقد أرسل إليكم نقودا كذلك، لكل منكم ستة دنانير.
فأجابه الجندي: ليس ذلك الكرم من عادات سيدنا البارون، فهل لك في مشاطرتنا اللعب والخمر؟ - حبا وكرامة يا أصدقائي.
وكان جاليو يرى ويسمع فظن أن حورية من حور الجنان أتت هذه المعجزات لنجاته، وللحال شرب الجنود الخمرة، وتفرقت الدنانير بين أيدي الرجال من رابح وخاسر، كما تفرقت الخمرة في الرءوس فأسكرتهم. فقال جاليو في نفسه: لم يبق إلا أن أنتظر الدفعة الأخيرة، وما وراءها إلا جواد وسيف ونقود، يا لله! أفي يقظة أنا أم في منام؟ ذلك لأنه أبصر امرأة تتمشى على مهل، فمرت على مقربة من الجنود، وقد أخذهم النعاس، ففتحت باب المركبة وأمسكت يد جاليو، وقالت: تعال!
অজানা পৃষ্ঠা