শহীদ ধর্মান্ধতা: ঐতিহাসিক উপন্যাস
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
জনগুলি
أجاب: لقد سرني ذلك منك يا دي نرساك، ولكنك تدري أنني لست ذا سلطة كبيرة، وإنك ربما اضطررت إلى القتال لأجلي. - إنما أردت الانضمام إليك يا مولاي لرغبتي في القتال.
فقال الأمير: إني ذاهب للتسليم على الملك، فإذا صحبتني ربما التقيت بالبارون دي برداليان، فلا أرى لك أن تفارق مسكني، وسأرجع لألقي إليك بعض الإيضاحات.
ومضى الأمير إلى الرواق الأكبر، وقد اجتمع فيه البلاط. فلاحظ لساعته إعراض رجال الحاشية عنه كأنهم خافوا الافتضاح إذا أقبلوا عليه، وإذ ذاك نادى الحاجب بقدوم الملك.
فتقدم فرنسوا الثاني تتبعه الملكة الوالدة وعماه الدوق دي جيز والكردينال دي لورين، وهما على بعد قليل عنه، فقال الملك: لقد رأيتم العصاة أيها السادة يرفعون علم الثورة، ويمشون إلى أمبواز، وإنما تفرقوا وانهزموا بحسن فراسة عمنا العزيز الدوق دي جيز، وبالتدابير التي اتخذها، وقد أسرنا منهم عددا كبيرا، ولسوف يستنطقون حتى نعرف منهم اسم زعيم الثورة؛ لأنهم إذا ثبت أن قائدهم كان يدعى المسيو دي لارنودي، وهو الرجل الذي كان ابن عمنا كوندة نصيره في كل زمان ومكان، فمما لا ريب فيه أيضا أن ذلك الرجل لم يتجرأ على مباشرة مشروعه لو لم يجد عضدا أعظم منه.
وهنا رشق الملك أمير كوندة بنظرة بغضاء، وكان الأمير يسمع وكأن الحديث لا يعنيه، وتحولت إليه الأنظار، واتسع نطاق الفراغ بينه وبين بطانة الملك، فقال الملك: إن خادمنا الأمين البارون دي برداليان قد تمكن من قتل الثائر لارنودي، وإلحاقه بأخيه جسبار، ولما رأينا جرأة بعض رعايانا قد تعاظمت، لم نجد بدا من توسيع سلطة عمنا دي جيز، وهو الذي دافع عنا ببسالته المشهورة. وقد كتبنا له براءة في هذا اليوم، وخولناه بها النيابة العامة على مملكتنا فرنسا، وأمرنا رعايانا الأمناء المخلصين بأن يساعدوه على أعدائنا وأعداء ديننا.
وأقبل الملك يتحدث مع عمه دي جيز عاطفا عليه، ثم دخل حجرته بعدما أعلن أنه ذاهب للتنزه في البرية بعد ظهر ذلك اليوم.
فلما ارتفعت الشمس في قبة الفلك خرج الملك، وتبعه بلاطه فاجتاز الموكب ساحة البلد، وارتفعت أصوات المرتاعين؛ لأنهم أبصروا في تلك الساحة آلات الإعدام، والحراس يقودون إليها الأسرى، ويقتلونهم دون محاكمة. فقال الملك: إن الجلاد قد عاني اليوم تعبا فمر بإعطائه خمسين دينارا مكافأة له .
وقيل للجلاد إن قتل الناس من غير محاكمة خارج عن القانون. فأجاب: إنهم لصوص، ونحن نقتلهم بقطع رءوسهم كما نفعل بالأشراف فلا يحق لهم أن يشكوا.
وقال الدوق دي جيز للملك فرنسوا الثاني: كذلك يهلك أعداء مذهبنا وأعداء الملك!
وتجرأ أمير كوندة وحده على الكلام، فصاح: إن هذه المذبحة فظيعة جدا!
অজানা পৃষ্ঠা