শহীদ ধর্মান্ধতা: ঐতিহাসিক উপন্যাস
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
জনগুলি
وجاء صاحب الفندق باللحم المقدد والخمر فذاقها جاليو، وقال: إنها خمرة جيدة، وسوف أهدي إليها أستاذي برنابا، ولم يكد يتم هذه الكلمات حتى ضرب باب الفندق، ففتحه صاحبه، ودخل رجل بادن أحمر الوجه صغير العينين. فما كاد يراه جاليو حتى صاح: هذا أستاذي! فأجابه: نعم أستاذك أيها الجاهل! قال: هذه كلمة لا أطيق سماعها يا برنابا، فارجع فيها وإلا تكدرت منك.
أجاب: إني رجعت فيها عن طيبة خاطر.
قال: والآن اجلس أيها العالم الشهير قريبا منا، وحدثنا فإنني لك سامع، واسمح لي بأن أعرفك بأجمل امرأة جلست إلى وجهك القرمزي لأول مرة.
قال: إني لأعجب من مبارحة تلميذي لباريس، وكيف ألجأني إلى اللحاق به!
قال: كيف لحقت بي؟
أجاب: إني اكتريت بغلا إلا أنه لطيف فيلسوف. - لقد أثر في هذا البرهان الذي يدلني على ولائك. فاشرب يا أستاذي، والذي أراه أن النعاس قد تغلب عليك، بل أرى البهيم قد نام.
وكان برنابا قد أطبق عينيه وفمه ملآن بما دسه فيه من طعام، وكانت الصبية قد لزمت الصمت أمام الأستاذ. قالت: إني لأخشى أن يكون قد عرفني. فأجابها: لا تخافي، وهبي أنه عرفك فهو كتوم، وقلما يهمه النظر إلى وجوه النساء ؛ لأنه لا يحب إلا الكتب والخمر والطعام. - وهل يحبك أنت؟ - على سبيل العادة، فهو قد تبعني؛ لأنه اعتادني، وعلاوة على ذلك فإنه من ألطف الندمان وإن تجاوز الخمسين، وعنده حكايات مطربة على الدوام، وكيس ملآن قد ينفعني عندما أفارقك. - أتروم أن تفارقني يا جاليو؟ - وا أسفاه إنك تصبحين بعيدة عني حالما تدخلين أمبواز. أما الآن وقد وصلت إليها فلا حاجة بك إلى رفيق. فما رأيك إذا رجعت إلى باريس؟ - هل اشتقت إلى ليزة ومارجو؟ - لا، ولكن لأفكر فيك هنالك. أما إذا لبثت وحيدا في أمبواز فإني سأتحرش بالحراس وأقاتلهم تلهبا. - لا حاجة بك يا جاليو إلى مثل هذا التلهي، فإن المرأة لا يصعب عليها أن تلقى من تهواه عندما تشاء، وأنا أهواك كما تعلم.
وهكذا بقيا يتحدثان حتى سمعا غطيط برنابا، فتنبها إلى أن وقت الرقاد قد حان. فاضطجعا وأفاقا على دوي الطلقات النارية، وكذلك أفاق برنابا من نومه، إلا أنه بقي متمسكا به برغم رأي صاحب الفندق ونصحه له بالنهوض. •••
أما لارنودي وبلترو فقد راقبا التأهبات، وكانا قد ركبا جوادين ودارا دورة حول أمبواز، واجتمع المتآمرون في الطرق منتظرين بذاهب الصبر طلوع النهار ليدخلوا المدينة، وبعد أن تحققا أن كل شيء قد أعد كما ينبغي أرادا أن يتعرفا أحوال المدينة، فأبصرا بعض الحراس عند جدرانها يتمشون كعادتهم والأبواب مفتوحة كالعادة أيضا، والسكينة سائدة على المدينة، وأبصر بلترو نورا من خلال نافذة من نوافذ القصر الذي يقيم فيه الملك وبلاطه، فقال: لا شك أن أمير كوندة ينتظرنا.
فأجابه لارنودي: وعسى ألا يكون هذا النور في غرفة الدوق دي جيز، وألا يكون ساهرا يترقب.
অজানা পৃষ্ঠা