শহীদ ধর্মান্ধতা: ঐতিহাসিক উপন্যাস
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
জনগুলি
أجاب: كلا أيتها الآنسة، وأنت تعلمين أن يوما أراك فيه لهو عندي من أيام السعادة.
وكأن مادلين لم تسمع كلماته، ولا ندري هل ساءتها تلك المباسطة أم كانت تود أن تسمع مثلها من غير ذلك الرجل؟ وكانت مادلين معتدلة القامة، نجلاء العينين، لابسة ثوبا أبيض يظهر اندماج أعضائها، وحسن تركيب بدنها الغض، وكانت جميلة المنظر لطيفة الحركة، ما رآها بلترو مرة إلا ظل كالأبكم أمامها غير متجرئ على مطارحتها الحب خوفا من أن يلقى صدا ونفورا، فيفقد آماله وأوهامه السارة.
وصرف بلترو نهاره وقد طابت له فيه محادثة يعقوب لوم عند خلو الحانوت من العملاء، كما لذ له النظر إلى مادلين عندما تكون أمامه. فلما كان المساء قال الرجل لضيفه - وقد جلسا إلى المائدة: لقد طالعت كتابك. قال: ما رأيك فيه؟ أجاب: إنه مهيج مثير. فقال: ذلك خير وأبقى؛ لأن النتيجة تكون كبيرة.
وسمعت مادلين هذا الكلام، فقالت: رحماك يا أبت، إنك في غنى عن نشر هجاء يسوقك إلى مواقف الخطر.
فأجاب: إن الدفاع عن مذهبنا يقضي علينا بركوب المخاطر.
قالت: لا أنكر ذلك، ولكنك تقدم أكثر من سواك. فما هذا الكتاب؟ ومن المقصود به؟
أجاب: إنه الدوق دي جيز.
قالت: بحقك يا أبي لا تطبعه؛ لأن الدوق دي جيز ذو بطش وسلطة، ولا يمكن أن ينجم عما تفعله إلا الضرر الذي سيقع علينا.
فارتعد بلترو وقال: ما كنت أحسب أن ابنة يعقوب لوم تتشيع للدوق دي جيز.
أجابت: مهلا يا مسيو بلترو، ولا تتسرع في الحكم، فإنني لا أتشيع للدوق دي جيز، ولم أره قط، ولا أحبه، ولا أحتقره، وإنما غرضي أن أدفع عن والدي خطرا محيقا به، ونفسي تحدثني أن في هذا الكتاب المهيج ضررا كبيرا يلحق به.
অজানা পৃষ্ঠা