শহীদ ধর্মান্ধতা: ঐতিহাসিক উপন্যাস
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
জনগুলি
ثم دعت كاترين ترولوس، وقالت له: أنت تعرف حاشية ملكة النافار، فاستعلم عما إذا كان قد طرأ طارئ جديد بينها وبين زوجها، وذلك لأن كاترين سمعت إشاعة عن ملك النافار مؤداها أنه ارتد عن مذهب كلفين إلى المذهب الكاثوليكي. فما لبث أن رجع إليها ترولوس بالخبر اليقين، قال لها: إن أحد القسس البروتستانتيين زار ملك النافار اليوم كعادته، فامتنع عن مقابلته، ودخل على زوجته من غير إنباء سابق بدخوله، وعنفها على تشبثها بمذهب البروتستانت، وأشار عليها بترك مذهبها، ولما جاوبته بخشونة احتدم وصاح في وجهها قائلا: ما أنت أهلا لأن تكوني زوجة أمير من آل بوربون، ولقد أتيت حماقة فظيعة يوم خطر لي الاقتران بك! ثم تركها وهو يقول: من حسن الحظ أن اقتراننا ذاك لا يدوم أبدا!
وكانت كاترين قد لاحظت ملك النافار فرأته يقترب إلى ماري ستوارت ويحدثها همسا، ففهمت مغزى ذلك الهمس، وكذلك تنبه الدوق دي جيز إليه إلا أنه لم يفهم المراد من تلك المجاملة، فقالت له كاترين: لا جرم أن ماري تروم الاستيلاء على القلوب التي تميل إلينا. قال: ما معنى هذا الكلام؟ قالت: إنها تتودد إلى ملك النافار كما كانت تتودد إلى زوجها، وعلمت بالأمس أن دامفيل قضى سحابة نهاره عندها.
قال الدوق: أتعنين دامفيل ابن مونمورانسي؟ - نعم، ولقد حدثتني بهذه الزيارة الآنسة دي موفال فقد سمعت ماري تقول: لئن ماتت زوجة دامفيل فإنني أتخذه بعلا. - هذه وشاية كاذبة.
أجابت كاترين: لعلها اليوم وشاية، لكنها غدا تغدو فضيحة، فلا ينبغي أن نفسح لها مجالا، ولما انتصف الليل أقبل الدوق دي جيز على ماري ستوارت، وقال: هيا بنا نسافر.
فأجابته: لا أسافر الليلة، ولكن بعد بضعة أيام!
قال: لقد أعددنا الأهبة للسفر، وهؤلاء سفراء مملكتك ينتظرونك في «ليث»، فمتى خرجت من المرقص فالبسي معطف السفر فنرتحل عن فونتنبلو قبل طلوع النهار، وانتشر خبر سفر ماري، ولما صعدت إلى مركبة السفر تألف حولها جمهور زاهر من أهل البلاط ليشيعها، فظلت تتوهم أنها ملكة حتى الدقيقة الأخيرة، وكان الدوق دي جيز إلى جانبها، وكثيرون من الأشراف قد أحدقوا بها، ورام بعضهم ألا يفارقها إلا بعد وصولها إلى اسكتلندا. فذرفت عيناها دمع الأسى والأسف، وأراد ملك النافار لحاقا بالأصدقاء الذين شيعوا تلك الملكة الراحلة، إلا أن الملكة الوالدة نادته بحجة أن له شغلا عندها بشئون المملكة. فلما انتهى لجب القوم المسافرين، وابتعدوا تنهدت كاترين كمن استراح من تعب، وقالت: الآن صرت ملكة فرنسا! أما الدوق دي جيز فرجع وهو يقول: لا بد من استئناف النضال، وها أنا وأنت يا كاترين، وسنرى من يفوز! •••
ولما انعقد مجلس الحكام لم يظهر الدوق في البلاط إلا نادرا، واقتدى به مونمورانسي والماريشال سن أندرة، وحضر المجلس الكردينال دي لورين وملك النافار فأبصروا بأعينهما كيف تقلص ظل نفوذهما. ثم انفض المجلس دون أن تظهر نتيجة لأعماله.
وفي اليوم التالي كانت كاترين في مكتبها تطالع كتابا مجلدا تجليدا نفيسا، فامتنعت عن المطالعة هنيهة لتلخص سياستها، وقالت: إن أمير كوندة عدو للدوق دي جيز، فهو ينصب له الأشراك، وملك النافار عدو للكردينال أخي الدوق، ومونمورانسي خصم لسن أندرة، وهذا عداء يفرق بين الجميع ويسلطني عليهم، والفضل في ذلك يعود إلى مواطني واضع هذا الكتاب.
ونظرت في كتابها، وقالت: ما أجمل هذا الفصل، وكان عنوان ذلك الفصل «أقسم لتملك» واسم مؤلف الكتاب «ماشيافل».
2
অজানা পৃষ্ঠা