শহীদ ধর্মান্ধতা: ঐতিহাসিক উপন্যাস
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
জনগুলি
وأرسل الملك فرنسوا الثاني إلى الأمير رسولين، هما أخواه ملك النافار والكردينال دي بوربون؛ ليطفئا جمر غضبه، ويكلماه عن مصالحة تعقد بينه وبين آل جيز. فلم يسمعا منه غير هذه الكلمات، قال: لا وسيلة إلى صلح بيني وبين ذينك الرجلين إلا بالسيف الطويل القاطع.
وبذلك أصدر الملك أمرا إلى رئيس النواب، وإلى مستشاري ذلك المجلس، والنائب العمومي وكاتبه، بالحضور إلى حجرة الملك لتلقي الإيضاحات، والشروع في محاكمة السجين، وانقضت أيام، وقد ارتبكت اللجنة التي عهد إليها بتحقيق قضية الأمير؛ لأن ذلك السجين استوجب رأفة جميع الأعضاء.
وفي يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني) أطلع الرئيس الملك على تفاصيل الاستنطاق، وكان ذلك بحضور الدوق دي جيز وأخيه، فإن كوندة أبى المجاوبة على كل سؤال يوجه إليه، وقال: «إن تلك المحكمة التي تألفت لمحاكمته لا سلطة لها عليه. فهو يرفع شكواه إلى المترائس على مجلس النواب في بلاط المجلس في باريس، وإلى سائر المجالس المجتمعة فيها ، ولا ينبغي أن يحاكم أمير - دمه من دم الملوك - بغير هذه الطريقة.»
فقال الملك: إن جرأة هذا الرجل لا نظير لها، فما لنا ولتحقيق دعواه؟ وإذ ذاك دخلت الملكة كاترين، وقالت لولدها: إن زوجة الأمير ترجو مخاطبة جلالتك.
قال: قد علمت أنها جاءت لتسألني عن زوجها، فلست أريد مقابلتها. إلا أن تلك المرأة كانت لاحقة بكاترين فدخلت برغم الحراس حتى دنت من فرنسوا الثاني، وارتمت على قدميه باكية، وقالت: دعني بحقك أيها الملك أدخل على الأمير في السجن، فلا أكلمه إلا بعذب الكلام ورقيقه. إني أريد أن ألقاه قبل موته.
قال: لقد كنت منعت دخولك علي، وأنت تعلمين كما أعلم أن الأمير أكبر وألد عدو لي، وقد حاول الاعتداء على حياتي وعلى الملكة، فأقسمت على الانتقام منه، وسوف أنتقم.
قالت: عفوا أيها الملك، عفوا، وارحم ابن عمك فهو من لحمك ودمك، وقد سعى به الوشاة، وهو يحبك ويحترمك، ويحترم تاج فرنسا أكثر من كل واحد من رعاياك.
قال: إنك تحسنين الكذب أيتها السيدة، ولست تجهلين مقاصد زوجك ونياته الفاسدة. على أن الأوراق التي وجدت عند أمك تبرهن على مشاركتك في ذنبه.
فرفعت كاترين صوتها، وقالت: ليست هذه المعاملة لزوجة أمير من أبناء البيت المالك في شيء من الشفقة!
فأشفق الكردينال أن ينعطف الملك أو يرق فؤاده، فقال لزوجة الأمير: إنك تضايقين الملك! فطردت تلك المرأة بخشونة، إلا أن هذا الأمر أنهك الملك، فكانت علامات الموت ظاهرة على وجهه، وقلق الكردينال؛ لأنه خاف أن تفوت الفرصة فلا ينفذ حكم على أمير كوندة، فعول على أن يحاول أمرا مع الملكة الوالدة لعلها تنضم إليه وإلى أخيه، فطلب مقابلتها، ولما انفرد بها قال لها: ألا تخشين أيتها السيدة حلول نازلة ببيتنا؟
অজানা পৃষ্ঠা