শহীদ ধর্মান্ধতা: ঐতিহাসিক উপন্যাস
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
জনগুলি
ودخل الصديقان إلى اللوفر فتناول ترولوس يد جاليو، وأوصله إلى نافذة ينبعث النور منها، وقال له: هناك تنام عشيقتي. فأين عشيقتك؟ أجاب: نعم، كنت ذات يوم أنشد أشعار بترارك، فطلبت إلي كاترين إعادتها مرتين، ثم قالت لي: إن صوتك يعذب عندما تقول: «أهواك»، فضاع صوابي وفقدت رشدي وعدلت عن التكلم بالأشعار، وكنا في صميم غابة بديعة من غابات فونتنبلو، مبتعدين كثيرا عن الحاشية، والهواء يحمل طيبا، فنسيت الملكة أنني شريف مسكين لا أنتمي إلى الأسرة المالكة، والآن أودعك!
فتركه جاليو حتى دخل القصر، وعاد يقول في نفسه: وا رحمتاه لفؤادك أيها الصديق، ولا قدر الله أن يغدو ألعوبة بين يدي تلك المرأة فتكسرها في ساعة لهو ولعب. •••
ولم يقف الملك وجيشه في باريس إلا يوما واحدا، ولكن جاليو اكتشف في ذلك اليوم أمورا خطيرة؛ لأنه تجول في البلد، فطاف في شوارعها وأسواقها، ودخل فنادقها وحاناتها، وتجرأ حتى على دخول قصر اللوفر غير خائف أن يصادف الدوق دي جيز مع علمه أنه أقسم على إهلاكه، وتمكن من التقاط عبارات رابته وأوجس منها خوفا على مولاه أمير كوندة؛ لأنه سمع القوم يتكلمون عن إنفاذ العدل في مجلس أورليان، وأمير كوندة مدعو إلى ذلك المجلس، ولا بد من ذهابه إليه . فرأى جاليو أن الواجب يقضي عليه بالسير إلى أورليان لينذر سيده بما ينويه الملك، وينقل إليه الجملة التي خاطب بها أعضاء النواب.
فسبق جاليو موكب الملك، ولما علم أستاذه بعزمه على السفر بكي شفقة عليه، وقال له: ألا تزال تخاطر بنفسك؟ ألا تدري أن المخاطر ليس بمحمود وإن سلم، «وما كل مرة تسلم الجرة» كما يقول المثل.
أجاب: بل أرجو السلامة يا أستاذي، وأعتقد أن طالعي سعيد، وأن الله لم يقدر لي الهلاك.
قال: لو أنك مسافر لتلحق بامرأة تهواها لفارقتك غير آسف، ولكنك مسافر لتلقي بنفسك إلى التهلكة. - إني ذاهب لألقى أمير كوندة، وبيني وبينه عهد، مراعاته فرض واجب علي، ولست أدري أي ويل يحيق به. إلا أن نفسي تحدثني بقرب وقوع خطب جسيم، فلا بد لي من الانضمام إلى الأمير في وقت الخطر، وهب أني أقمت معك، فما أرانا نسر بالإقامة وهذه حالتنا. ألم تر أن الكآبة دخلت باريس مع حاشية الملك وبطانته؟ ولعل وراء الحجاب خيانة مدبرة، فإذا نبهت الأمير كفيته شرها. على أن بشاشتي وطلاقة محياي لم تمت، بل هي راقدة، فلو أردت الضحك اليوم لما قدرت، ولا أشتهي إلا مبارزة أكون فيها فائزا أو خاسرا، فليس ذا وقت العشق والغرام.
قال: مع السلامة يا عزيزي جاليو، وإني أتبعك عن بعد ومتى عدت متبرما متضجرا من هذه الحياة التي تكتنفها الدسائس والمهالك تجد عندي زجاجات ملأى بالراح وكتبا تزينها قصائد شعرائنا المجيدين.
الفصل الحادي والعشرون
كلام الملك
وصل جاليو إلى أورليان بعد ثلاثة أيام، فألفى الكآبة والغم سائدين فيها سيادتهما في باريس، ووجد فيها أحد أصدقاء الدوق دي جيز اسمه فيليب دي مرسيلي، قدم المدينة منذ أوائل شهر أكتوبر (تشرين الأول) مأمورا بنزع السلاح من سكان المدينة، ولقد أنزل هذا الرجل جنوده في بيوت السكان الذين يعلم أنهم من أبناء المذهب الجديد (البروتستانت) وطرح في السجن من أبى قبول هؤلاء الجنود.
অজানা পৃষ্ঠা