শহীদ বিদ্যা ও পরবাস
ذكرى شهداء العلم والغربة
জনগুলি
وقد يرى القارئ الكريم هذه الأعمال بالتفصيل في الجزء الثاني من كتابنا «الكنز الثمين لعظماء المصريين»، وهذه لمحة وجيزة ذكرناها للأمة من تاريخ حياته المجيد.
اهتمامه بحفلة تشييع جنازة شهداء العلم والغربة
وقد اهتم حضرة صاحب الترجمة بتنسيق وترتيب حفلة تشييع جنازة شهداء العلم والغربة في مدينة الإسكندرية اهتماما عظيما، حتى كان يخيل للإنسان أن المدينة وشوارعها ومنازلها لابسة ثوب الحداد على أولئك الشهداء الأطهار البررة. وسار الموكب بين التجلة والاحترام كأن على رءوس المشيعين الطير، وذلك بفضل همة صاحب السمو الأمير الجليل عمر طوسون باشا وصاحب الترجمة وحضرات أعضاء لجنة الاحتفال. وسترى تفصيل تشييع هذه الجنازة في غير هذا المكان.
تواريخ حياة الشهداء
لقد كانت حياة الشهداء كأعمار الزهر أو كالفجر البهيج، وكانوا كالأنجم التي لاحت في سمائها، وما هي إلا أن تلألأت فأضاءت ما حولها فهوت في ظلمات الأبدية. وقد جاء أولئك الشهداء إلى العالم ليعطروا نواحيه بتلك الأيام القلائل التي أقاموها بيننا ثم استردتهم السماء وتركت أجسادهم في ثرى مصر لتعطر بهم موقف الحشر في يوم البعث العظيم.
المرحوم أحمد طلعت أسعد من القاهرة.
بيد أن تلك الأعمار القصيرة لا تخلو من حسنة تذكر فتؤثر من ناحية الاجتهاد في تحصيل الدرس ومن ناحية مكارم الأخلاق، ولهذا نسوق هنا لمعة من تاريخ كل من شهدائنا ليكون مثلا صالحا لمن يطلع عليه من الشباب المصري المبارك، وليكون أيضا تذكارا خالدا لأبنائنا الذاهبين. (1) ترجمة أحمد طلعت أسعد (1-1) مولده
ولد الشاب الذكي المرحوم أحمد طلعت أسعد بمدينة الزقازيق في 11 أغسطس سنة 1902م، وهو نجل المرحوم محمد بك أسعد الذي كان مأمورا بالدائرة السنية. وتوفي والده وهو في سن الحادية عشرة، فتكفل بتربيته حضرة عمه صاحب العزة القائمقام أحمد بك أسعد وتبناه هو وإخوته الثلاثة، وكان الفقيد أكبرهم سنا وأشغفهم بطلب العلم والتطلع إلى الآمال الكبيرة، وتوسم مربيه فيه النجابة فلم يقصر في الإنفاق عليه والعناية بتربيته وتهذيبه. (1-2) دراسته
عندما بلغ الفقيد السن التي تؤهله لتلقي مبادئ الدراسة أدخله والده في سلك تلاميذ المدرسة المحمدية الأميرية، فكان مثال الفطنة والنجابة والنشاط، وقد لبث بها حتى حاز شهادة الدراسة الابتدائية. ثم التحق بمدرسة الإلهامية الثانوية، فكان موضع إعجاب أساتذتها واحترامهم، وكانوا يظهرون له شيئا من العطف ويتنبئون له بالمستقبل الزاهر. وكان على جانب عظيم من الأخلاق الطيبة والآداب العائلية العالية، وكان شفوقا بأشقائه شديد الإقبال عليهم بما يملأ نفوسهم مسرة. وكان كل همه أن يكون ذا مركز في الهيئة الاجتماعية يمكنه من خدمة وطنه ومن العناية بإخوته.
وبعد امتحانه في شهادة الكفاءة رغب في الالتحاق بمدرسة المحاسبة والتجارة المتوسطة، ولم يتح له نشاطه إتمام دراسته بها لأنه كان يتوق من العلم إلى ما ينقع غلته ويشفي نفسه الطموح بالمجد الشغوف بالعلاء التواقة إلى موارد العلم العذبة فانضم إلى الطلبة المسافرين إلى عاصمة الألمان للدراسة، ولم يسعفه الأجل فاستشهد قبل أن يصل إلى بغيته ولم يكن يبلغ من العمر أكثر من سبعة عشر ربيعا، وقد ترك إخوته يندبون شبابه، ومربيه يندب نجابته وذكاءه، ووطنه يندب مستقبله ويبكي منه شابا لو عاش لكان رجلا نافعا ووطنيا مخلصا، فرحمه الله رحمة واسعة وأنزله منازل الأبرار الأتقياء وعوض إخوته ومربيه فيه خيرا! (2) ترجمة علي حسن البكري (2-1) مولده
অজানা পৃষ্ঠা