শহীদ বিদ্যা ও পরবাস
ذكرى شهداء العلم والغربة
জনগুলি
ولكن لا، لا، أستغفر الله! فإن مصر المنكودة الحظ - على خصب تربتها وعذوبة نيلها ووفرة أموالها وضخامة ميزانيتها وكثرة سكانها - لا تزال وحدها فقيرة في مدارسها، ناقصة في تربيتها، تضطرها الحاجة إلى المخاطرة بأبنائها فتقذف بهم إلى الخارج لارتشاف العلوم من مناهلها العذبة، وقد كانت المصيبة نتيجة ذلك السفر.
فهل لهذا الحال يا سادتي من آخر؟
أيها السادة
يؤسفني ويؤسفكم، ويؤلمني ويؤلمكم، بل ويدمي قلبي وقلوبكم أن مصر المحبة لأبنائها الغنية بشبانها كانت هي على الرغم منها سببا في فقد اثني عشر كوكبا من كواكبها ... وقد كانت تعدهم للاستضاءة بنورهم بعد أن يتمموا علومهم، فمصر هي المسئولة عن هذا الخطب الجسيم.
إننا بتهاوننا في أمورنا ورضائنا بما أوجب تأخرنا وانحطاطنا كنا سبب هلاك أبنائنا! فمسئولية الحادث واقعة علينا ونحن عنه إذن مسئولون.
أيها السادة
إن العلم واحد في كل مكان كذلك العقل، فلماذا لم نحصل على قسطنا من العلم؟
يتهموننا بالجمود والتقصير، ولو عدلوا لعرفوا أننا لم نقصر في طلب العلم، وإنما قد حرمنا أسبابه ووسائله، ورغما عن هذا الحرمان دفعنا حبنا للكمال اقتداء بأجدادنا العظام أن نهاجر في طلبه ونخاطر بأرواحنا للحصول عليه، وأكبر برهان لدينا أن العطاش من شبابنا حينما لم يجدوا في بلادهم من موارد العلم ما يشفي غلتهم ويروي ظمأهم، ولوا وجوههم شطر بلد أينع فيه غراس العلم نازحين عن بلد متعطش إلى موارد العرفان أطفأت مصابيحه يد الرغبة في تأخره وإذلاله ودوام استعباده، وكل منهم آمل أن يعود إليه سراجا وهاجا يستضاء بنوره، ولكن قدر فكان ولا راد لما أراده الله.
ولئن أطفئت تلك المصابيح قبل أن يتم نورها، فإن انطفاءها يشعل في طيات القلوب نارا تثأر للعلم.
أيها السادة
অজানা পৃষ্ঠা