ولعله لولا علاقة هذا الشعر بالحادثة ما ذكره التاريخ، ولا أنه لشاعرة يهودية، وإذا كان باليهود نساء شاعرات كما ترى، فماذا كان حال الشعر من الرجال؟
وقال رجل من اليهود لمالك بن العجلان يؤنبه على ما فعل:
تسقيت قبلة أخلافها
ففيمن بقيت وفيم تسود
ولم يذكر التاريخ من هو هذا الشاعر في اليهود، ورد عليه مالك بقوله:
فإني امرؤ من بني سالم ب
ن عوف وأنت امرؤ من يهود
فلم ير مالك ردا عليه إلا كونه يهوديا، كأن اليهودية معرة، ولولاها ما عرف التوحيد، ولما جاء مصدقا لها غيرها من سائر الأديان والعهد عهد الجاهلية قبل الإسلام عرف اليهود ربهم، ولم يعرفه غيرهم من العرب بعد.
ولم يكن اليهود مع إخوانهم العرب إلا كرماء أولي فضل عليهم وإحسان إليهم، يكرمون الضيفان ويشبعون الجوعان، وليس أدل على ذلك من شهادة العباس بن مرداس الشاعر ابن الخنساء، فقد قال يرد على خوات بن جبير حين هجا بني قريظة وبني النضير:
هجوت صريح الكاهنين وفيكم
অজানা পৃষ্ঠা