وبالحرى أن نتكلم الآن فى الآلات التى للنفس، فنقول إنه قد أفرط الناس فى أمر الأعضاء التى تتعلق بها القوى الرئيسة من النفس إفراطا فى جنبتى اللجاج، وركنوا إلى تعسف كثير وتعصب شديد مال إليه كل واحد من الفريقين حتى خرج من الحق، وأكثرهم غلطا من جعل النفس ذاتا واحدة وقضى مع ذلك أن الأعضاء الرئيسة كثيرة، فإنه لما خالف فيه الفلاسفة القائلة بتكثر أجزاء النفس ووافق من قال بوحدانيتها لم يعلم أنه يلزمه أن يجعل العضو الرئيس واحدا، وهو الذى يكون به أول تعلق النفس، وأما المكثرون لأجزاء النفس فما عليهم أن يجعلوا لكل جزء منها معدنا مخصوصا ومركزا مفردا،
পৃষ্ঠা ২৬৩