وعشرون ذراعا وربع ذراع بالذراع الحديد، يكون ذلك بذراع اليد الآتي تحريره إن شاء الله تعالى مائة ذراع وأربعين ذراعا وستة أسباع ذراع.
ومن موضع باب السور الذي أشرنا إلى جدار باب المسجد الحرام المعروف بباب بني شيبة: تسعمائة ذراع -بتقديم التاء- وعشرون ذراعا ونصف ذراع بالحديد. ويكون ذلك بذراع اليد ألف ذراع واثنين وخمسين ذراعا.
وما عرفت متى أنشئت هذه الأسوار لمكة، ولا من أنشأها، ولا من عمرها، غير أنه بلغني أن الشريف أبا عزيز قتادة١ بن إدريس الحسني أحد أجداد الشريف حسين المذكور عمرها -والله أعلم- بصحة ذلك، وأظن أن في دولته عمر السور الذي كان بأعلى مكة، وفي دولته سهلت العقبة التي بني عليها سور باب الشبيكة وأصلحت، وذلك من جهة المظفر صاحب إبل في سنة سبع وستمائة٢، ولعله الذي بني السور الجديد الذي كان بأعلى مكة، والله أعلم.
ورأيت في بعض التواريخ ما يقتضي أنه كان لمكة سور في زمن المقتدر بالله العباسي، وما عرفت هل هو هذا السور من أعلى مكة وأسفلها أو إحدى الجهتين، والله أعلم.
وطول مكة، من باب المعلاة إلى باب الماجن على خط الردم والمسعى والسوق المعروف بسوق العلافة٣، ومسيل وادي إبراهيم: أربعة آلاف ذراع وأربعمائة ذراع واثنان وسبعون ذراعا- بتقديم السين- وذلك بذراع اليد الآتي ذكره -إن شاء الله تعالى- في حدود الحرم، وهو ينقص عن ذراع الحديد ثمن ذراع الحديد.
وطول مكة من باب المعلاة إلى باب الشبيكة على خط الردم، والمسعى، ومسيل وادي إبراهيم -إلا أنه ينحرف عنه- إلى باب الشبيكة في الزفاق الذي يخرج منه على البيت المعروف ببيت ابن عرفة بالشبيكة: أربعة آلاف ذراع وستمائة ذراع واثنان وتسعون ذراعا -بتقديم التاء- وذلك بذراع اليد المشار إليه.
ومن باب المعلاة إلى باب الشبيكة -أيضا- على خط الردم ويعدل منه من سوق الليل والحشيش إلى السويقة، ثم إلى الشبيكة: أربعة آلاف ذراع ومائة ذراع واثنان.
_________
١ هو أول من ولي مكة من الأشراف الحسنيين، وكانت ولايته سنة سبع، وقيل: ثمان، وقيل: تسع وتسعين وخمسمائة، وتوفي بمكة في جمادي الآخرة سنة ٦١٨هـ "انظر: الكامل لابن الأثير ١٢/ ١٦٥، وفي الذيل على الروضتين "ص: ١٢٣"، والنجوم الزاهرة ٦/ ٢٥١"، والبداية والنهاية ١٣/ ٩٢ أنه توفى في سنة ٦١٧هـ.
٢ إتحاف الورى ٥١٣، والعقد الثمين ٧/ ١٠١.
٣ واسم هذا السوق الآن: السوق الصغير.
1 / 28