المسلك الثاني: في إثبات العلل بالتنبيهات من [جهة] الشارع، ووجوهها مختلفة ومراتبها في إفادة الظن متقاربة، وإن كانت لا تنفك عن ضروب من التفاوت في الخفاء والجلاء؛ وهي أنواع:
النوع الأول منها: أن يرتب الحكم على الفعل بفاء التعقيب والتسبيب؛ فهو تنبيه على تعليل الحكم بالفعل الذي رتب عليه.
كقوله تعالى: ﴿والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما﴾، وكقوله جل من قائل: ﴿إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا﴾ وقوله تعالى: ﴿فإن كان الذي عليه الحق سفيهًا أو ضعيفًا أو لا يستطع أن يمل هو فليممل وليه العدل﴾ وقوله ﵇: «من أحيا أرضًا ميتة فهي له»، وقوله تعالى ﴿ومن لم يستطع منكم
1 / 27