يا مُتهمي بالسُّقْمِ كُنْ منجدي ... ولا تُطِل رَفضيَ فإني عليل
أنت خليلي فبحَق الهوى ... كن لشجوني راحمًا يا خليل
قال ابن حجة: أنشدهما لي قاضي القضاة متقاضيًا في الجواب على هذا الطريق فنظمت بين يديه وأنا في ذلك المجلس:
يقولون صفْ أَنفاسَه وجبينَه ... عسى للقا يصبو فقلت لهم صَبَاح
وغالطت إذا قالوا أَتَاح وِصَاَله ... وإلا إلى للقلب قلت لهم أباج
قلت: لما أنشدني ابن حجة هذين البيتين قلت له أن أباح لا يتعدى باللام وإنما يتعدى بنفسه فبهت ولم يدر، فقلت له أن كان ولا بد فينبغي أن يقال وإلا أتى قربًا فقلت لهم أني أخ فأصلحه وكتبه كذلك وهذه عادتي معه في غالب نظمه القديم والحديث حتى إني أصلحت له أشياء نظمها من فوق الثلاثين عامًا ومن أراد ذلك فعليه بكتابي المسمى (بالحجة في سرقات أبن حجة) على أن في تكرير قوله يقولون فقلت لهم وقالوا وقلت لهم من العلاقة ما يقلقل الجبال والله، أعلم.
ونظم سيدي أبو الفضل ابن أبي ألوفا قدس روحه في هذا النوع قوله:
قد تغطَّينا فروحوا بِنَا ... فهذا الوقتُ وقتُ الروَاح
وإن نأى الساقي فُنوحوا مَعِي ... عونًا فإني لا أطيق النواح
وقوله أيضًا:
من عقرب ومن حيةِ السعي ... لقد مِتَّ بلسعِ الهوام
قالوا نداوي قلبَه إن ندم ... فقلت وهل يرجى لفان دوام
لا أعلم قائله:
إن حُرَّمتْ خمرُ عدتُ مرةً ... فإن لي فيك خمرًا حلالا
أو جئت ألقى ربعكم خاليًا ... عللت روحي بعدكم بالطلال
1 / 96