শায়ের ও ভাবনা
شعر وفكر: دراسات في الأدب والفلسفة
জনগুলি
هذا ما يقوله هلدرلين (1770-1843م) في قصيدة «باطموس» التي تعد من أعمق قصائد شعره. ونقف حائرين أمام هؤلاء الأحباب الذين يسكنون فوق قمة جبلين منفصلين متباعدين، ومع ذلك فهم قريبون من بعضهم أشد القرب. وتزداد حيرتنا إذا قرأنا الأبيات التي تبدأ بها القصيدة؛ لأنها كذلك مثقلة بالأسرار:
قريب
وعصي على الإدراك هو الإله،
لكن حيث يكون الخطر
تلوح كذلك أسباب النجاة.
في الظلمة تسكن النسور.
وأبناء الألب يعبرون الهاوية بلا خوف
فوق جسور خفيفة.
ونعود فنسأل أنفسنا من هم هؤلاء الأحباء؟ وإذا طالت بنا الحيرة توجهنا إلى مفكر من أعمق المفكرين المعاصرين أيضا، تولى عنا شرح هذه الأبيات وكثير غيرها لهذا الشاعر نفسه، فوجدناه يقول: هما الشعر والفكر. إنهما جاران، يسكنان فوق جبلين قريبين تفصل بينهما هوة بلا قرار. كلاهما يتلقى النور من أعلى، ويبحث عن حقيقة الوجود. هدفهما واحد، وإن كان كل منهما يسير على طريق غير الطريق. وقبل أن نمضي في السؤال لا بد أن نتعرف إلى الشاعر الوحيد. فلتكن هذه لمحة سريعة عن حياته المعذبة التي قضى نصفها تائها في ليل الجنون.
ولد هلدرلين في نفس السنة التي ولد فيها هيجل وبيتهوفن. واحتفل العالم في شهر مارس من العام الماضي بمرور مائتي سنة على مولدهم. وكان نصيب الفيلسوف والموسيقي العظيم من الاحتفال في بلادنا نصيب الأسد. فقد صدر عدد خاص من «الفكر المعاصر» عن الفيلسوف، وأفردت الإذاعة ساعات طويلة للعبقري الأصم. أما الشاعر فظلم بعد موته كما ظلم في حياته. ونسيه الجميع عندنا كما نسيه أهل زمانه وتجاهلوه، إلى أن تذكره الباحثون منذ حوالي نصف قرن، فبدءوا في إصلاح جنايتهم وجناية أسلافهم عليه، وراحوا يحققون أعماله، ويكتبون عن حياته وشعره ومأساته، ويصورون ظلم أبناء عصره له،
অজানা পৃষ্ঠা