واجبنا نحو العلماء
الحُباب بن المنذر في معركة بدر، جاء إلى النبي ﷺ، ولما أراد النبي ﷺ أن ينزل قال: (يا رسول الله! أهو منزلٌ أنزلكه الله أم هو الحرب والرأي والمشورة؟ فقال: بل هو الحرب والرأي والمشورة، قال: إذًا يا رسول الله فامض حتى نصل أدنى ماءٍ بـ بدر ثم نشرب ولا يشربون) أي: الحباب اقترح على النبي ﷺ، فخذوها قاعدة يا إخواني، والله إن علماءكم الذين شابوا في الإسلام، وأخص منهم بالذكر سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز، وثلةً طيبةً من أمثاله الأبرار الأطهار الذين ما أفتوا والله خوفًا من السلاطين.
وما أفتوا مجبرين أو مكرهين، وما أفتوا لأجل مصلحةٍ من مصالح الدنيا، وإنما لعين الحكمة التي يرونها للأمة، يأتي شاب ما عرف الاستقامة إلا قبل ثلاث سنوات يتكلم في وجود القوات الأجنبية، وفتوى العلماء، والعلماء قالوا وقالوا، متى التزمت حتى تتكلم في فتوى العلماء؟! ينبغي أن نعرف قدرنا وقدر علمائنا وشبابنا حتى نعرف حقيقة المواقف التي بها نستفيد، وكيف نستثمرها أيضًا.
أقول: إن ما يدور فيه خيرٌ عظيم، ولست بهذا أقول: إن وجود القوات الأجنبية كله شهدٌ مصفى، لا والله، أليس الله يقول: ﴿إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ [التغابن:١٤] أي: المال والولد فيه عداوة، يقول النبي ﷺ: (ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا) أي: النفس فيها شر، الزوجة حينما تبني بها تضع يدك على ناصيتها وتقول: (وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه) أي: أن فيها شرًا، أتريدوننا أن نقول: إن القوات الأجنبية خيرٌ محض، فيها خيرٌ وشر، إذا كان النفس فيها شر، المال والولد فيه عداوة، الزوجة فيها شر، أفلا يكون شر في القوات الأجنبية؟ فيها شر، ولكن قل: فيهما إثم كبير ومنافع للناس، فيها خيرٌ وشر، فنسأل الله أن يزيد سُخرتهم لنا فيما ينفعنا بخيرنا، وأن يكفينا شرهم لأن كل نفسٍ فيها شر.
هذا هو منطق العدل -يا إخوان- ومنطق الوعي والفهم الذي يجعل الأمة في أفضل حالٍ وأهنأ حال، ودائمًا خذوها قاعدة إذا أفتى العلماء بأمرٍ فإياك أن تتعجل بمخالفة فتوى العلماء، حتى ولو رأيت أن ما تراه قد يكون أحوط أو أكثر دقة وصوابًا من فتوى علمائك.
لماذا؟ على الأقل حتى تبقى وحدة الأمة مع علمائها، إذا أنكرنا أمرًا نقول: العلماء قالوا هذا، على العين والسمع، ولما قال العلماء هذا الأمر قلنا: العلماء ما أصابوا في هذا، هذا خطر عظيم، بل ينبغي أن نذعن لعلمائنا، وأن نسمع لهم، وأن نحسن الارتباط بهم، وألا نتجرأ على الكلام فيما يتعلق بفتواهم خاصةً فيما يتعلق بمصالح المؤمنين، أقول: هذا في غاية النصح لنفسي ولإخواني وأحبابي، وحبًا ودعاءً بظهر الغيب لعلماء المسلمين.
اللهم إنا نسألك بأسمائك وصفاتك واسمك الأعظم أن تهلك شقي بغداد، اللهم أهلك طاغية العراق، اللهم أهلك البعثيين أجمعين، اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا، اللهم اكفناهم بما شئت إنك أنت السميع العليم، حسبنا الله ونعم الوكيل.
اللهم اجعل اللطف والخير فيما قدرت للمؤمنين، واجعل البأس والشدة فيما قدرت على الكافرين والبعثيين، اللهم اجعل اللطف والخير فيما قدرت للمؤمنين، واجعل البأس والشدة على البعثيين أجمعين يا أرحم الراحمين! يا من لا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء!! أقول قولي هذا، فإن كان صوابًا فمن عند الله وحده لا شريك له، وإن كان خطأً فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
1 / 25