শয়তান বানতাউর
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
জনগুলি
هذا ما يفعله رمسيس، وملك الدنيا له، وأمر تدبيرها بيده، مباركا له في الآل والحال، والرعية والسلطان، وليأتين يوم يتخذ الملوك جواسيس على الأرملة واليتيم، ليسلبوهما شبر أرض، أو جدار منزل؛ فأولئك ملكهم في دمار، وتاريخهم في سجل من عار.
ثم عطف الأستاذ على حانة خمار فدخل، فتخلف الفتيان، فأبى إلا أن يتبعاه، وهناك جلسنا في ناحية، وطلب النسر شيئا من الخمر له ولتلميذيه، وكان إزاءنا ثلاثة فتيان، ترى عليهم دلائل النسب والحسب، وكأنما عرفوا الأستاذ، فاحتال أحدهم حتى تسلسل وانصرف، وتحول الثاني إلى زاوية فانكمش فيها، ولبث الثالث كما وجدناه ثابتا لا يتحرك؛ فالتفت النسر إلى أحد الصاحبين وسأله قائلا: أعرفت هؤلاء يا بني؟
قال: هم يا مولاي بنو صديقك القائد فلان.
قال: هم بعينهم يترددون إلى هذا المكان، وقد علم والدهم بذلك، فتشبث بي أن أتداركهم بالنصح والخمر في رقهم قبل أن يصبحوا في رقها؛ فكيف وجدتهم يا بني؟
قال: أما الأول يا مولاي فيخجل من نفسه، وأما هذا المنكمش المستتر فيخجل من الناس، وأما هذا الثالث المتهتك فلا يخجل من نفسه ولا من الناس!
قال: أصبت يا بني. ثم أقبل على رفيقه وسأله: وكيف رأيك فيهم أنت يا بني؟
قال: أرى يا مولاي أن يوكل الأول لنفسه؛ لأنها سوف تزجره، وأن ينصح للثاني؛ لأن المقالة تنجح فيه، وأن ينعى هذا الثالث إلى أبيه!
فضحك الأستاذ من جوابه، وحكم بصوابه؛ ثم التفت إلى ذلك الفتى المنكمش، وناداه: مالك يابن الأخ لا تكون رابعنا؟
قال: إن أذن مولاي فعلت. ثم خف إلينا فجلس معنا، فحياه الأستاذ ولاطفه، ثم خاطبه فقال: ما أطيب الخمر يا بني!
قال: أطيب منها يا مولاي هذا الثناء عليها منك.
অজানা পৃষ্ঠা