صلى الله عليه وسلم
في تدبير الحرب، وفي إجراء الأحكام في المدينة وفي سائر الجزيرة بعد أن رجعت إلى الإسلام.
فكان يباشر أمور المدينة بنفسه مستعينا بعمر على القضاء بين الناس، ويقال إن عمر كان يقضي الشهر لا يختصم إليه أحد؛ لأن أبا بكر لم يسر وحده سيرة النبي، وإنما سار أهل المدينة كلهم سيرة النبي لم يغيروا شيئا، فلم يغير الله من أمرهم شيئا.
وكان أبو بكر يقيم بالسنح خارج المدينة من أعلاها في بيت اتخذه من الشعر، فلما استخلف ظل في هذا البيت ستة أشهر، يهبط إلى المدينة كل يوم، فينظر في أمور الناس ويقيم لهم الصلاة، فإذا أمسى عاد إلى أهله.
ويروي ابن سعد بإسناده: أن أبا بكر كان قبل وفاة النبي يحلب للحي الذي كان يقيم فيه بالسنح من الأنصار إبلهم وغنمهم، فلما استخلف سمع جارية تقول: الآن لا تحلب لنا منائحنا،
22
فقال: لا والله لأحلبن لكم، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله من قبل.
وظل على حاله تلك حتى ترك السنح ونزل إلى داره التي كان النبي أقطعه إياها في المدينة، فأقام فيها حتى قبض ، وقد هم بعد استخلافه أن يباشر تجارته كما كان يفعل أيام النبي، ولكن أمور المسلمين، وما كان من حرب العرب شغلته عن تجارته، ففرض له المسلمون ما يقوته ويقوت أهله.
يقول بعض الرواة: إنهم فرضوا له ألفي درهم في العام، فقال: زيدوني، فزادوه خمسمائة درهم، ويقول بعضهم: إنهم فرضوا له ألفين وخمسمائة، فلما قال: زيدوني، بلغوا ثلاثة آلاف.
على أنه حين أحس الموت رد على المسلمين ما استنفق من مالهم، فوهب لهم بهذا المال أرضا كان يملكها، واتفق الرواة على أنه كان عنده غلام يخدمه ولقحة
অজানা পৃষ্ঠা