وقال الشيخ إبراهيم في صوت مرتفع حاد: ترمي بها إلى رجل لم تتزوج منه خشية موتها؟! لقد قتلتها.
وسمعت فاطمة الحديث فدارت بها الأرض، لم تتزوج منه، وواصل الشيخ إبراهيم حديثه: كيف تقبل هذا يا حافظ أفندي، كيف تقبل هذا؟! - قالوا إنها إذا رضيت صح العقد. - وإذا لم ترض؟ - وماذا كنت أفعل؟ - لا بد أن تسترد ابنتك. - كيف؟ كيف أستردها؟ إنها عنده في بيته، عند عتريس، هناك السلاح والعصابة بأكملها، كيف أستردها؟ - ابنتك في بيت رجل ليس زوجها، وهي وحدها، ماذا تريد أن تفعل، تظل ساكنا؟ - وماذا يمكن أن أفعل؟! - كل شيء، مت، مت وأخرج ابنتك من بيت رجل ليست على ذمته.
ولم تنتظر فاطمة بل خرجت إلى حيث الرجال جلوس: أنا أذهب.
وصاح حافظ: أنت، أنت يا فاطمة؟ - لا بد أن أكون بجانب ابنتي الآن، إنها لن تحتاج إلي قدر حاجتها إلي الآن، الآن. - وكيف تذهبين؟ - أذهب. - نحن لا نعرف الطريق. - اسأل عبد الصادق، أليس صديقك؟ - وهل يرضى أن يدلنا؟ - أنت يا عبد الغني تعرف الطريق. - أنا يا ست فاطمة؟ - نعم أنت. - أنا لا شأن لي بهذا يا ست فاطمة، اعملي معروفا، أنا لا شأن لي. - خذني إلى قرب المكان واتركني. - أنا يا ست فاطمة؟ - نعم أنت، مم تخاف؟ ستقف بعيدا، بعيدا ولن يراك أحد.
وقال حافظ: وتذهبين وحدك يا فاطمة؟ - نعم أذهب وحدي، يجب أن أكون بجانب ابنتي وابحثوا أنتم بعد ذلك في صحة الزواج أو عدم صحته، سأظل هناك حتى تصبح زوجة على سنة الله ورسوله أو تعود معي، ولكني لا أتركها وحدها أبدا، هيا يا عبد الغني. - سأقف بعيدا يا ست فاطمة. - نعم قف بعيدا.
وقال الشيخ إبراهيم: وقولي لعتريس إن إبراهيم يقول لك: إن العقد باطل، باطل.
وقال عبد الغني: يا عم الشيخ إبراهيم أنت مالك، هل أنت المفتي؟ الرجل لم يسألك، ثم المحامي، وهو الرجل المختص قال له العقد باطل فأخذ أمواله، مالك أنت يا عم الشيخ إبراهيم؟ - حق الله يا عبد الغني، حق الله. - لا إله إلا الله. - هيا يا عبد الغني. - هيا يا ست فاطمة.
قال لها عتريس حين رآها: وأنت ماذا جاء بك؟ - ابنتي. - ما لها؟ - ليست زوجتك. - من قال لك هذا؟ - الذي قال قال، وأنت لا شأن لك. - ومن الذي دلك على المكان؟ - لا شأن لك أيضا . - إذن؟ - أنا باقية هنا حتى يقضي الله أمرا. - وماذا يمكن أن يقضي؟! زوج وزوجته. - لست زوجا، ولا هي زوجتك!
وخرج عتريس ونادى إسماعيل الصفوري: أريد أن أعرف من الذي زار بيت حافظ اليوم؟
وقصد إسماعيل إلى عبد الغني حسون: من زمان لم نرك يا عبد الغني. - مشاغل يا عم الشيخ إسماعيل. - وما حال الدنيا؟ - رضا. - ماذا يقول الناس؟ - البلد مشغولة بالزواج هذه الأيام. - هل هي مشغولة به؟ - لا تتكلم في شيء آخر. - وما رأيهم؟ - آراء مختلفة. - وما رأي حافظ؟ - ألا تعرفه؟ - الرأي الذي أسمعه منك غير الرأي الذي أسمعه من حافظ. - والله إن جئت للحق حافظ جاء وليس له رأي خاص، وإنما هو يسمع ما يقوله الناس. - هل زاره أحد؟ - قليل. - مثل من؟ - الشيخ إبراهيم، الشيخ بسيوني، هنداوي أفندي.
অজানা পৃষ্ঠা