وبحسبك أن تقرأ الهمزية النبوية، ونهج البردة، وقصيدته في ذكرى المولد التي مطلعها:
سلوا قلبي غداة سلا وتابا
لعل على الجمال له عتابا
لترى في غير إبهام أنه إنما أملت هذه القصائد قوة غلبت طبع الشاعر؛ هي قوة الإيمان.
لكنك قد يدهشك - مع تجلي الإيمان في هذه القصائد وغيرها - أن يكون شوقي أكثر تحدثا عن الترك وعن الخليفة منه عن العرب وعن الرسول؛ فهذا الجزء الأول من ديوانه يشتمل ثلاث قصائد عن العرب ومكة والرسالة، ويشتمل ثماني عشرة قصيدة عن الخلافة وعن الترك، وأنت تلمس في هذه القصائد الثماني عشرة جميعا حسا أدق من العاطفة، وفيضا أغزر من الشعر، وقوة تكاد تعتقد معها أن شوقي إذ يتحدث عن الترك إنما يملي ما يكنه فؤاده، وإنما يندفع بقوة كمينة هي قوة دم الجنس، أو إن اتصاله بالبيت المالك في مصر كان قوي الأثر في نفسه إلى حد جعله يفيض من ذكر الترك بما ينبض به قلب سلالة محمد علي.
وليس عليك إلا أن تقرأ أيا من قصائده التركية لتقتنع بما نقول. اقرأ قصيدته العظيمة العامرة عن الحرب العثمانية اليونانية التي مطلعها:
بسيفك يعلو الحق والحق أغلب
وينصر دين الله أيان تضرب
أو قصيدته في رثاء أدرنة، أو تحيته للترك أيام حرب اليونان. اقرأ أيا من هذه القصائد التي قيلت قبل الحرب الكبرى، أو اقرأ غيرها مما قيل بعد الحرب على أثر انتصار الأتراك على اليونان، كقصيدته التي مطلعها:
الله أكبر! كم في الفتح من عجب
অজানা পৃষ্ঠা