والعين تعلم من عيني محدثها
إن كان من حزبها أو من أعاديها
فلما رأت سالمة غضب أود وتصريحه بما في قلبه من الغيظ مع علمها أنه فاعل معها ما يريده؛ لأنها أسيرة بين يديه، رأت أن السكوت أجدر بها لعلمها أن ما توهمه أود في نفسه من القدرة على العرب محال؛ لأنهم هزموه في عدة مواقع.
فلما رآها أود لا تزال ساكتة ازداد هو حنقا فقال لها: «أراك لا تزالين صامتة!»
فقالت وهي تظهر التجلد وعدم الاكتراث: «وماذا عسى أن يكون جوابي لأمير حوله الجند والأعوان والعدة والسلاح، يهدد امرأة وحيدة لا نصير لها ولا سلاح في يدها، فالذي ترى أن تفعله أيها الدوق افعله!» •••
وهم أود أن يجيبها، فسمع قرع الباب قرعا عنيفا، فدهش لذلك لعلمه أن أحدا من أعوانه لا يجرؤ على إقلاق راحته في مثل تلك الحال، فنهض بنفسه مسرعا إلى الباب وطليسانه يجر وراءه وقد حمي غضبه، ففتح الباب فاستقبله أحد رجال خاصته، فصاح قائلا: «ما الذي حملكم على هذا القرع العنيف وأنتم تعلمون أنني في جلسة خاصة؟»
فقال: «العفو يا مولاي، إننا فعلنا ذلك بإشارة هذا الرسول فإنه قادم من سفر ومعه رسالة عاجلة في غاية الأهمية أوصاه مرسلها أن يسلمها إلى حضرة الدوق حال وصوله إلى معسكره، وإذا كان نائما فليوقظه من نومه.»
فبغت أود وقال: «أين هذا الرسول؟ دعه يدخل.»
الفصل الخامس والأربعون
الكتاب
অজানা পৃষ্ঠা