والمشيئة والإرادة واحدة عند المتكلمين خلا الكرامية (1) فإنهم قالوا: المشيئة: صفة أزلية واحدة لله تعالى، وإرادته حادثة في ذاته متعددة على عدد المرادات، يحدث كل إرادة منها قبل حدوث ما هو المراد بها، ثم يعقبها حدوث ما هو المراد بها، وهو باطل، لأن الإرادة لو حدثت في ذات الباري لكان محلا للحوادث، وهو يؤدي إلى القول بحدوث الباري، وهو باطل بالاتفاق.
وذهبت المعتزلة إلى أن إرادته قائمة بذاتها حادثة لا في محل، وهو محال، لأن وجود كل محدث موقوف على تعلق الإرادة به، فلو كانت الإرادة محدثة احتاجت إلى إرادة أخرى ولزم التسلسل. وأيضا فإن الإرادة الحادثة صفة، وقيام الصفة بنفسها غير معقول.
وفسرها الكعبي (2) بأنه إذا وصف الله تعالى بالإرادة، فإن كان ذلك فعله فمعناه أنه فعل وهو غير ساه ولا مكره ولا مضطر، وإن كان فعل غير الله فمعناه أنه أمر به. وهو مبني على أن الإرادة مدلول الأمر، وقد مر بطلانه.
পৃষ্ঠা ৬৫