Sharh Usool I'tiqad Ahl al-Sunnah by Muhammad Hassan Abdul Ghaffar
شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - محمد حسن عبد الغفار
জনগুলি
السنة تثني على أبي بكر
جاءت الأحاديث الصحيحة تبين شمائله الكريمة ففي الصحيحين أن أبا بكر ﵁ وأرضاه غضب يومًا فاشتد على عمر ﵁ وأرضاه، ثم استسمحه فلم يسمح له عمر فقال: والله لأشكونك إلى رسول الله ﷺ، فذهب إلى رسول الله ﷺ فلما قص القصة على الرسول قال: والله لقد استسمحته، فلم يسمح لي، فقال له النبي ﷺ وهو أفضل من عمر وأفضل الأمة على الإطلاق: (يغفر الله لك يا أبا بكر، يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك يا أبا بكر) فكرر ذلك تأكيدًا، فلما بلغ ذلك عمر ندم على ما فعل وذهب إلى بيت أبي بكر فقال: أثمَّ أبو بكر فقالوا: لا.
فذهب إلى النبي ﷺ، فلما نظر النبي ﷺ إلى عمر احمر وجهه، وتمعر واشتد غضبه ﷺ، فعلم أبو بكر أنه حبيب النبي ﷺ؛ لأن النبي ﷺ قال: (لو كنت متخذًا من البشر خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا)، وهو يعلم ما بداخل النبي ﷺ، فلما نظر ذلك علم أن النبي ﷺ سيشتد على عمر فقال: يا رسول الله! إني كنت والله أظلم، وجثا على ركبتيه، ولكن النبي ﷺ لم يسمع له، فلما دخل عمر اشتد النبي ﷺ غضبًا عليه وقال: (هلا تركتم لي صاحبي، قد جئتكم فقلتم: كذبت، وقال لي: صدقت، وواساني بماله وأهله) فلم يؤذ أبو بكر ﵁ وأرضاه بعدها.
ومما يبين قدر أبي بكر ما روي أنه ﵁ تخاصم مع رجل آخر من الصحابة واشتد عليه، ثم قال له: اقتص مني، قال: لا والله لا أقتص منك، أنت صاحب رسول الله ﷺ، قال: اقتص مني وإلا استعديت عليك رسول الله! فاستغرب الصحابة من صنيعه، إذ كيف يخطئ على رجل ويقول: أستعدي عليك رسول الله، فقالوا: والله لنذهبن معك إلى رسول الله، ونشهد عنده أنه المخطئ في حقك، فقال الرجل: اسكتوا حتى لا يسمع أبو بكر ما تقولون فيغضب، ثم يغضب رسول الله لغضب صاحبه، ثم يغضب الله لغضب نبيه، فيهلك صاحبكم، فكان الصحابة على معرفة بقدر أبي بكر ﵁ وأرضاه؛ ولذلك كان النبي ﷺ يقول: (سدوا كل خوخه إلا خوخة أبي بكر) ﵁ وأرضاه.
1 / 5