- نظرية: يُقصدُ بها ما حصل بالنظر من العلوم والإدراكات.
- وعملية: تتعلَّق بكيفيةِ العمل.
فالنظرية: علم يبحثُ فيه عمَّا إلينا علمُها لا عملُها، كالسماءِ والأرض.
والعملية: علم يُبحثُ فيه عمَّا إلينا علمُها وعملُها، كالأفعال الصادرةِ عنَّا.
وكلُّ واحدةٍ منهما ثلاثةُ أقسام:
- أما النظرية: فلأن ما لا يتعلَّقُ بأعمالنا إمَّا:
• ألاَّ يفتقرَ في وجوده إلى المادة، كذات الحقِّ تعالى، وَوَصْفِ ألوهيته، والوحدةِ والكثرة، والعلَّةِ والمعلول، والكليةِ والجزئية، وما أشبَه ذلك.
وهو العلم الأعلى، لتنزُّهِهِ عن المادة وعوارضها التي هي مبدأُ القوة والنقصان، الموسوم بـ " الإلهي " تسميةً للشيء بأشرفِ أجزائه.
• أو يفتقرَ فيه إليها، وحينئذٍ إما:
أن يُمكنَ تجريده عنها في الذهنِ والتعقُّل، كالتدويرِ والتربيع، والكُرويةِ والمخروطيةِ، فإن فهمَ هذه الأمور لا يتوقَّفُ على جِرمٍ معيَّنٍ، كالخشبِ مثلا، وإن كانت لا تكونُ إلا في جرمٍ معيَّني (١).
_________
(١) فالتدوير والتربيع ونحوها يمكن تجريدها عن المادة في الفهم، غير أنها لا تنفك في وجودها عنها.
1 / 82