شرح ثلاثة الأصول لخالد المصلح
شرح ثلاثة الأصول لخالد المصلح
জনগুলি
المسألة الأولى: العلم
يقول ﵀ في بيان هذه المسائل الأربع: [الأولى: العلم] ثم بين ما هو العلم الذي يجب تعلمه على كل أحد فقال: [وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة] .
فمعرفة الله واجبة على كل أحد، وهي أمر جبلت عليه القلوب، وفطرت عليه الأفئدة، فالناس مفطورون مجبولون على التعبد لله ﷿، ولا يمكن أن يعبدوه إلا إذا عرفوه، فبكمال المعرفة يحصل كمال العبودية، فكلما ازداد العبد علمًا بالله ﷿ ومعرفةً به ﷾ ازداد عبوديةً له ﷾، والعلم بالله والمعرفة به أصل العلوم والمعارف؛ لأن العلم به يتحقق مقصود الوجود، والمقصود من الخلق، كما قال الله جل وعلا: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:٥٦]، وسيأتي تفصيل ذلك فيما يأتي إن شاء الله تعالى في كلام الشيخ.
الثاني: معرفة نبيه، والمقصود بالنبي هنا: هو نبينا محمد ﷺ، وذلك أن معرفة النبي ﷺ بها يعرف الشرع؛ لأنه الرسول الذي أرسله الله ﷿ إلى الناس بشيرًا ونذيرًا، فيجب معرفة النبي ﷺ، ومعرفته تكون من خلال سنته، ومن خلال الدلائل الدالة على صدقه وعلى صحة ما جاء به.
الثالث من المعارف -كما قاله المؤلف رحمه الله تعالى-: معرفة دين الإسلام بالأدلة.
والمقصود بدين الإسلام أي: العمل الذي جاء به الإسلام من أحكامه وشرائعه العينية، وذلك في الأصول التي يجب على كل أحدٍ أن يقرّ بها حتى يكون مؤمنًا، وهي ما تضمنه حديث ابن عمر: (بني الإسلام على خمس: شَهَادَةُ أَن لا اله إِلا اللهُ وَأَنَّ محمدًا رسول الله -وهذان تقدما-، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ البيت من استطاع إليه سبيلًا) .
فهذه أصول الأعمال في دين الإسلام، فيجب معرفتها بالأدلة، ومعرفة هذه الأعمال تختلف درجتها باختلاف حال الناس، فالصلاة يجب معرفتها على كل واحدٍ من أهل الإسلام، وأما الحج فإنه لا يجب معرفته تفصيلًا إلا على من أراد أن يحج ممن استطاع؛ لأنه واجب على المستطيع فقط، فالمعرفة لدين الإسلام تتفاوت وتختلف باختلاف أحوال الناس.
1 / 5