الإنسانية، وحصول التقرب إلى الملكوت الأعلى والملائكة المقدسة، ومشاهدة الأنوار، واللحوق إلى الأبرار، والتخلص من الصفات الذميمة، والنقاوة عن الأخلاق الردية، كما يعرفه أهل الذكر فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [1] وقد أطنبت الكلام في اشتقاق لفظة الله، وفي علميتها وعدمها، وفي تقدير الخبر في الكلمة الشريفة ودفع الشكوك عن ذلك، في كتابنا الأربعين [2] من أراد ذلك فليطلب هناك.
الحديث الثاني [قول «لا إله الا الله» خير عبادة]
بإسناده عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «خير العبادة قول لا إله إلا الله».
شرح:
العبادة، لغة، هي غاية الخضوع ونهاية التذلل. والمراد ب القول ما كان عن عرفان قلبى وإيقان نفسي، إذ لا يجوز الشهادة الا بمعرفة القلب.
وأما كونه «خير العبادة»، فلأنه أصل الإسلام ولا يصح سائر العبادات الا به؛ ولأن غاية الخضوع متحققة فيه؛ إذ مفاد الكلمة الطيبة، نفي ما سوى الله تعالى بالهلاك الذاتي والبطلان الحقيقي وإثبات [3] الواحد الحق العلي وليس فوق الفناء المحض خضوع؛ إذ العبادات الأخر، مشتملة على نوع خضوع- كالافتقار والذلة والتبصبص [4] والمسكنة وطلب العفو والرحمة وأمثالها- وهذا «القول» إظهار للفناء الكلي والفقر الحقيقي، وان الكل منه، وله، وبه، وإليه، فهو خير العبادة.
পৃষ্ঠা ২৫