والحرف "كقوله" وهو رؤبة على ما قيل: [من الرجز]
٩-
"قالت بنات العم يا سلمى وانن ... كان فقيرا معدما قالت وانن"
فلحق العروض والقافية زيادة على حد الوزن، والمعنى: قالت بنات العم: يا سلمى؛ أترضين به وإن كان هذا البعل فقيرا معدما؟ قالت: رضيت به وإن كان فقيرا معدما.
واختلف في هذين التنوينين المسميين بالترنم والغالي على أقوال:
أحدها: أنهما تنوينان لهما خصوصيات، منها مجامعة "أل" والاتصال بغير الاسم.
والثاني: أن الترنم نون مبدلة من حرف العلة، كما يبدل منه في نحو: رأيت زيدا. قاله ابن معزوز، وزعم أنه ظاهر قول سيبويه. وأن الغالي نون "إن" حذفت منه الهمزة.
والثالث: "و" هو "الحق" كما قاله ابن مالك في التحفة، وتبعه ابنه في نكت الحاجبية: "أنهما" ليسا بتنوين، بل هما "نونان زيدتا في الوقف". وتقدم حكاية ما في شرح اللب "كما زيدت نون ضيفن"، للطفيلي، "في الوصل والوقف"، وجه التشبيه الزيادة في الوقف خاصة، "وليسا من أنواع التنوين" حقيقة "في شيء، لثبوتهما مع: أل"، كـ"العتابن والمخترقن"، "وفي الفعل"، كـ"أصابن وأنهجن" "وفي الحرف" كـ"قدن وإنن"، أول الأمثلة للترنم، وثانيهما للغالي، "وفي الخط والوقف، ولحذفهما في الوصل"، وليس شيء من أقسام التنوين كذلك، "وعلى هذا" التقرير "فلا يردان على من أطلق" من النحويين كالناظم "أن الاسم يعرف بالتنوين إلا من جهة أنه يسميهما تنوينين، أما باعتبار ما في نفس الأمر فلا" يردان عليه. وزاد بعضهم سابعا وثامنا، وهما تنوين الضرورة فيما لا ينصرف، كقوله: [من الطويل]
١٠-
ويود دخلت الخدر خدر عنيزة ... ...................................
_________
٩- الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص١٨٦، وخزانة الأدب ٩/ ١٤، ١٦، ١١/ ٢١٦، والدرر ٢/ ١٩٢، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٣٦، والمقاصد النحوية ١/ ١٠٤، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ١٨، والدرر ٢/ ٢٥٦، ورصف المباني ص١٠٦، وشرح ابن الناظم ص٥٠٢، وشرح الأشموني ٣/ ٥٩٢، وشرح عمدة الحافظ ص٣٧٠، ومغنى اللبيب ٢/ ٦٤٩، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٣٦، وهمع الهوامع ٢/ ٦٢، ٨٠.
١٠- عجز البيت: "فقالت لك الويلات إنك مرجلي"، وهو لامرئ القيس في ديوانه ص١١، وخزانة الأدب ٩/ ٣٤٥، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٦٦، ولسان العرب ٥/ ٣٨٤ "عنز"، والمقاصد النحوية ٤/ ٣٧٤، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٣٦، وشرح الأشموني ٢/ ٥٤١، ومغني اللبيب ٢/ ٣٤٣، وكتاب العين ٦/ ١٠٤.
1 / 30