ج 01 شرح النيل وشفاء العليل للقطب امحمد اطفيش
شرح كتاب النيل وشفاء العليل
الجزء الأول
[ملاحظة: تقديم الناشر غير مرقون] حقوق الطبع محفوظة
পৃষ্ঠা ১
الطبعة الثانية
1392ه 1927م
الناشر
دار الفتح
بيروت
دار التراث العربي ... مكتبة الإرشاد
ليبيا ... جدة كتاب النيل وشفاء العليل
পৃষ্ঠা ২
تأليف: الشيخ ضياء الدين عبد العزيز الثميني رحمه الله
المتوفى سنة: 1223
و
شرح كتاب النيل وشفاء العليل
تأليف العلامة
পৃষ্ঠা ৩
محمد بن يوسف اطفيش رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب الأول في الطهارات
পৃষ্ঠা ৪
الحمد لله ..............................................................
---------------------
الكتاب الأول في الطهارات
وبعد، فيقول الفقير إلى مولاه، الحامد له على ما أولاه من النعم والمآرب الحاج محمد بن الحاج: هذا ثاني تفسير على النيل، يغسل عنه ما أبهم كالسيل، بخلاف الأول فإنه طويل الذيل، ولم يتم، وكلاهما في صغر السن مخلص لربنا الجليل، وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا أبيح لأحد أن يختصره أو ينتحل منه حاشية على النيل، أو يشرح النيل به أو يدخل فيه بقوله " ومن غيره " وقوله " رجع " ومن فعل ذلك لم يربح، وأخاف عليه تعجيل العقاب، وإنما ألفته لينتفع به الناس ويشتغلوا به في العبادة.
(الحمد لله) الحمد: الثناء على الجميل، سواء تعلق بالفضائل أم بالفواضل، وبسطته في شرح اللامية وغيره كحاشيتي على أبي مسألة، فإني قد ذكرت فيها حمدا يوافي ما تفضل به علينا من النعم. والشكر له على ما أولانا
পৃষ্ঠা ৫
--------------------------------
أقسام الحمد والشكر والمدح؛ والله هو الواجب الوجود لذاته، بمعنى أن ذاته تقتضي الوجود وتستلزمه حتى إنه لا يمكن وصفه بالعدم؛ (حمدا) مفعول مطلق لمحذوف لا للحمد، لئلا يلزم الإخبار عن المصدر قبل معموله؛ أي نحمده حمدا؛ (يوافي) أي يقابل ويعادل (ما تفضل به علينا من النعم) النعمة: أمر حلال ملائم، فما تفضل الله عز وجل به على الكافر نعمة ولو هلك بها، لأن ذلك لاستعماله لها في غير محلها، ويدل على أنها نعمة عليه وجوب الشكر عليها إجماعا؛ ذهب بعض الشافعية إلى أن أفضل الحمد " الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده " حتى إن من حلف ليحمدنه بجميع محامده وقال ذلك بر، والمراد: إنشاء حمد يوافي ما تفضل به من النعم عليه بأن طلب من الله أن يتم تقصيره فيصدر منه حمدا يكون طبق ما أنعم عليه به، كأنه قال: اللهم أصدر مني حمدا يوافي ذلك، والمراد يوفي النعم التي هي خلاف التوفيق لذلك الحمد، فإن التوفيق إليه نعمة أيضا، والشيء لا يعادل نفسه، وأيضا لو أراد ذلك التوفيق في قوله: ما تفضل، لزم أن يكون قد طلب من الله خصلة لا يكون لله عليه معها منة وفضل، وذلك غير واقع وغير جائز الوقوع وغير جائز الطلب به كسائر المستحيلات في حق الله سبحانه وتعالى فافهم؛ ولا يتكرر
الحمد مع الشكر بعد لأن مراده الحمد باللسان والشكر به وبغيره، فذكر الشكر بعده ذكر عام بعد خاص، ولم يجعل متعلق الحمد هو ما تفضل به من النعم، بل قال: حمدا يوافي ذلك فلا يكون ذلك هو الشكر، ولا ينافي قوله حمدا يوافي إلخ قوله: لا أحصي ثناء، لأن الحمد الذي لا يحصيه هو الثناء الذي يطابق الذات الواجب الوجود.
(والشكر) فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب إنعامه، سواء كان ذكرا باللسان، أم اعتقادا بالجنان، أم عملا بالأركان.
পৃষ্ঠা ৬
(له على ما أولانا) ه جعلنا تالين له أو جعله تاليا لنا، أي قربه إلينا وأعطاناه من الفضل والكرم لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه. ونسأله اللطف والإعانة في كل حال ولا سيما حال ...
------------------------------
(من الفضل) الخير العظيم، (والكرم) العطاء بدون أن نكون له مستحقين، وقيل: الكرم الإنعام بالنوال قبل السؤال، وقيل: الحلم على جهل العباد فلا يعجل بالعقوبة، وقيل: عموم العطاء لخلقه بلا سبب منهم، وقيل: إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي على وجه ينبغي لا لعلة ولا غرض، ولا يقال: الله سخي لعدم ورود هذا الاسم في حقه تعالى، قيل: ولاستدعائه سبق البخل، (لا أحصي) لا أستطيع (ثناء) بالنصب والتنوين أي ذكرا بالجميل عظيما وافيا بحقه، وهذا مستفاد من السياق والتنكير، ولا يطلق الثناء على الذكر بالقبيح أو على الفعل إلا مجازا على الصحيح، (عليه) أي على الله، (هو) مبتدأ عائد إلى الله وخبره (كما أثنى على نفسه) أي ذاته، أو هو عائد إلى ثناء، فتكون الجملة نعتا لثناء على هذا، وهذه إشارة إلى حديث عنه صلى الله عليه وسلم {لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك}.
روى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك} وهذا اعتراف بالعجز عن بلوغ حقيقة الثناء والإتيان به كاملا إذ لا نهاية لعظمة صفاته، فلا يصف الله على الكمال
والتمام إلا هو، كما قال: إلا أنت، وكما قال المصنف: إلا هو، وقال الصديق: العجز عن إدراك الإدراك إدراك،.
পৃষ্ঠা ৭
(ونسأله) أي نطلبه امتثالا، لقوله: {ادعوني أستجب لكم}، (اللطف) الإحسان إلى الخلق بإيصال النعم إليهم برفق ودفع المضرات (والإعانة) التوفيق (في كل حال) متعلق باللطف أو بالإعانة تنازعا لا بنسأل (ولا سيما) " سي " بمعنى مثل، و" ما " موصولة أو موصوفة، أي لا مثل الحال الذي هو حال) حلول الإنسان برمسه. والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد العرب والعجم .............................
---------------------------------
حلول نزول (الإنسان): أي الآدمي، وخبر " لا " محذوف، أي موجود، وإضافة سي لا تفيد تعريفا، ولذلك وقع اسما ل لا، وربما قيل للأنثى إنسانة، و (ال) للحقيقة في ضمن فرد، والمراد نفسه، أو للعهد الذهني، وهذا الكلام موجه إلى الله وهو عالم بما في ذهنه والخلق أيضا يفهمه، وحال بالرفع خبر لمحذوف، والجملة صلة أو صفة إن جعلت ما موصوفة وحذف صدر الصلة، وحذفه بعد سيما جائز ولو لم تطل الصلة كأي وقد طالت هنا، ويجوز جر حال على إضافة سي إليه وزيادة ما (برمسه): أي قبره، والباء بمعنى في، وفائدة سؤاله اليوم الإعانة في وقت نزوله في قبره أن يوفقه فيجيب الملكين بالحق، وسمي القبر رمسا لأنه يستر المقبور، والرمس: الستر، رمست الريح الأرض إذا سترتها بالتراب
فصل الرمس مصدر، ثم سمي به تراب القبر، ثم سمي به القبر؛.
পৃষ্ঠা ৮
(والصلاة): أي إيصال الله النعم وزيادتها، وهذا أولى من أن يقال ذلك تعبد، (والسلام): أي التحية أو الإنجاء من كل ما يخاف، (على نبينا): فعيل بمعنى فاعل لأنه مخبر للناس، أو بمعنى مفعول لأنه أخبره جبريل عن الله، أو لأنه مرفوع القدر، ولكن هذا لا يهمز وكل نبي يخبر الناس وإن لم يكن مرسلا، (محمد): علم منقول من اسم مفعول حمد بالتشديد للمبالغة، أي الذي عظم وكثر حمد الناس له لكثرة خصاله الموجبة للحمد؛ (سيد العرب والعجم): أي رفيع القدر عليهم أو ملكهم أو حليمهم الذي لا يستفزه الغضب، والمراد بالعرب المبعوث بالقواطع. إلى كافة الأمم وعلى آله وصحبه .......................
-------------------------------------
هنا ما يشمل الأعراب وهم سكان البادية، والعرب من ولد إسماعيل من زوجه العربية، وقحطان، وقيل كانوا قبله أيضا غير قحطان، كما أن قحطان قبله وهم ثمود وجرهم وعاد وغيرهم، وأصل العربية من هود لأنه أوقفه الله على لغة العرب المدفونة، والعجم خلاف العرب، ويطلق العرب أيضا على من نسبه عربي، ولو كان لسانه عجميا، كما أسمي نفسي بربريا بلغتي وأنا من العرب من بني عدي، والعجمي على من نسبه العجمة ولو كان لسانه عربيا؛ (المبعوث ب) الدلائل (القواطع) للشبهة.
(إلى كافة الأمم): أي جميعهم، وجر كافة بإلى لوروده في كلام عمر مجرورا بعلى إذ قال: قد جعلت لآل بني كاكلة على كافة بيت مال المسلمين لكل عام مائتي مثقال ذهبا إبريزا، كتبه عمر وختمه: كفى بالموت واعظا يا عمر ا ه.
قال السيد عبد الله: هذا الخط موجود في بني كاكلة إلى الآن، والذي يظهر أن جره شاذ لا يقاس عليه، ولعل المصنف جرى على مذهب من يرى القياس على كل ما ورد في السعة، بل بعض أجاز القياس على كل ما ورد ولو في نظم فقاس عليها إلى، وهو قياس ضعيف لضعف المقيس، كالرخصة لا يقاس عليها ولا تتعدى مكانها، وعن ابن الدهان أن كافة لا يستعمل إلا حالا، وقد أجاز الزمخشري في كشافه كونه نعت مصدر محذوف
(وعلى آله): أي تابعيه بإحسان في أي زمان بعده إلى يوم القيامة، لأن المقام للدعاء؛ (وصحبه) بفتح الصاد اقتصر عليه القاموس وغيره، وزاد شيخ الإسلام في شرح الجزرية الكسر، ولا يجوز ضمه، وهم من لقي النبي صلى الله عليه وسلم ولو لحظة وآمن به، واشترط بعض أن يغزو معه، وبعض أن يروي عنه، وبعض أن تطول صحبته.
পৃষ্ঠা ৯
وفي تسمية من لقيه من الملائكة والأنبياء في الأرض أو في السماء صحابيا قولان، وعدتهم، قيل عدة الأنبياء وهم في الولاية إلا من تبينت منه كبيرة ولم يتب منها لأنهم تحت أئمة العدل، ومن حضر الفتن فصوب الضلال ذوي الشرف ومكارم الشيم .....................
--------------------------------
برئ منه، ومن توقف لأنه لم يدرك الحق أبقي على ولايته، ومن توقف تشهيا أو رجوعا عن العلم منه، برىء منه ومن هذا الرجوع أن يظهر له الباطل فلا يبرأ من صاحبه لمجرد ما جاء في الصحابة من عموم المدح، وجملة الصحابة فيها قيل مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا عدد الأنبياء.
{حضر معه صلى الله عليه وسلم حجة الوداع من أهل مكة والمدينة والطائف وما بينهما من الأعراب أربعون ألفا} [رواه أبو طالب المكي].
وقال أبو زرعة: {قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه}، وكذا حكى ابن الصلاح وغيره، قال الزبيدي: قال السيوطي: قال القرافي: لم أقف لهذا على إسناد ولا هو في كتب التواريخ المشهورة وإنما ذكره أبو موسى المديني في الذيل بغير إسناد؛ قال السيوطي: وقد
وقفت على إسناده في بعض كتب الخطيب البغدادي، وأوردته في شرح التقريب، قال الحاكم في الإكليل عن أبي زرعة: كانوا بتبوك سبعين ألفا، ونقل ابن الأثير عن أبي زرعة أنه سئل عن عدة من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ومن يضبط هذا؟ {حضر معه حجة الوداع تسعون ألفا، وشهد مع تبوك أربعون ألفا } كما قال ابن السمعاني: {كان بالشام عشرة آلاف عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم}؛ والمراد بالعين الإنسان ولو أعمى، وقال ابن حزم {إنه صلى الله عليه وسلم غزا هوازن في حنين باثني عشر ألف مقاتل كلهم يقع عليه اسم الصحبة، وغزا تبوك بأكثر من ذلك}.
(ذوي الشرف) العلو (ومكارم) جمع كرم على غير قياس، أو جمع مكرم، مكرم أو مكرمة بفتح أولهما وراء الأول وضم راء الثاني (الشيم) الطبائع، جمع شيمة بكسر شينهما، ويجوز همزهما، وجميع تلك الألفاظ المذكورة قد بسطتها في غير هذا الشرح والتراجم متقاربة.
পৃষ্ঠা ১০
وبعد، فيقول قد طال ما يتردد في خاطري أن أجمع مختصرا في الفقه .........................
---------------------------------
(وبعد، فيقول): أي مهما يكن من شيء في الدنيا فإني أقول، والدنيا لا تخلو من وقوع شيء، فمقوله متحقق قطعا وهو طول تردده، والمرتب على الواجب واجب، فذلك معنى التأكيد الذي تدل عليه، أما والكلام على ذلك بسطته في غير هذا الشرح، (قد طال ما يتردد) ما مصدرية، والمصدر فاعل لكافة لكتب المصنف لها، منفصلة (في خاطري) أراد القلب، وأصله ما يقع فيه فسمي المحل باسم الحال، وبسطته في شرحي على شرح عصام الدين في الاستعارات، (أن أجمع) فاعل يتردد، ولك أن تجعل ما اسما فاعلا لطال، وأن أجمع بدلا منها، أو من ضميرها في يتردد، كتابا (مختصرا) أي مقلل اللفظ مكثر المعنى، وهو اسم مفعول، ويطلق الاختصار أيضا على تقليل اللفظ، ولو كان المعنى على قدر اللفظ فقط، فبالمعنى الأول يكون مرادفا للإيجاز، بقي البحث كيف يكون يجمع مختصرا، وإنما يكون مختصرا بعد جمعه على طريق الاختصار، ويجاب: بأن المعنى أنه يكون مختصرا بعد جمعه، فيكون نعتا مقدرا كالحال المقدرة، أي أن أجمع كلاما مختصرا، أي كلاما أختصره، وبأن المراد أن يجمع من كلام المطولين كلاما قليلا، وبأن المعنى أحصل من الكتب المطولة كتابا مختصرا، (في الفقه): أي الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد، كوجوب الصلوات الخمس والزكاة ونحوهما، وكمية ذلك ومواقيته، وغير ذلك فإنه ليس في القرآن أن ذلك واجب، بل فيه الأمر، فحمل الأمر بفن أصول الفقه على الوجوب، فما ورد في القرآن
والسنة لا يسمى فقها.
পৃষ্ঠা ১১
ويطلق الفقه على العلم بالأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد أيضا، وقد يطلق لفظ الفقه على الأحكام غير الاجتهادية أيضا، وعلى العلم بها أيضا، وقد جامعا مبينا لما به الفتوى من مشهور المذهب لا مملا ولا مخلا مانعا فإن عبارة
-------------------------------------
ذكر في هذا المختصر ما طريقه الاجتهاد وما طريقه غير الاجتهاد بناء على القلة، أو لجواز الزيادة على ما يترجم له، أو إرادة للفقه لغة وهو مطلق العلم والفهم كما جاء به القرآن، (جامعا) لفنون الفقه من صلاة وبيع وغيرهما، (مبينا) بالتشديد والإسكان (لما به الفتوى): أي لما الفتوى به، وقدمه للحصر أي أبين ما لا تكون الفتوى إلا به من غيره، ومعناه: الإفتاء، فهو اسم مصدر، ونسبة الجمع والتبين إلى الكتاب مجاز إسنادي للملابسة بين الكتاب ومؤلفه الجامع المبين حقيقة، ولأنه الواسطة أو لأنه من إسناد الحكم إلى محله، سواء قلنا الكتاب اسم للألفاظ أو للنقوش، أو لها مع الورق، فإن كل ذلك يصح إطلاق أنه محل، وكذا في مثل ذلك مما يأتي، (من مشهور المذهب): أي الطريق الذي بانت به الفرقة في الفروع ومسائل الاستنباط، وليس فيها قطع عذر، وهو اسم مكان، والمراد ما شهر في المذهب، فالإضافة ظرفية، ومن للتبعيض، فإن مشهور المذهب كثير والفتوى ببعض ذلك المشهور، وذلك أنه يشتهر في مسألة قولان أو وجهان مشهوران أو أكثر فيبين ما به الفتوى من ذلك، ويحتمل أن يريد بمشهور المذهب ما هو أكثر اشتهارا حتى كأن غيره لم يشهر، فتكون من للبيان، ومراده بالمذهب مذهب
পৃষ্ঠা ১২
الإباضية الوهبية، ويحتمل أن يريد مذهب العالم في المسألة فتكون من للبيان، فكأنه قال: على هذا لما به الفتوى، وهو المذهب المشهور، وما مر أولى محضضا مؤنسا، (لا مملا): موقعا في الملل وهو الضجر، (و) كافلا بالبغية معطيا لها، (لا مخلا): أي مقصرا (مانعا) عنها، وحذف مفعول ممل ومانع وهو الطالب لعدم تعلق الغرض به، (فإن عبارة) الفاء لتعليل طال أو يتردد أو يجمع، أو رابطة لجواب شرط محذوف، أي إن قلت أنا في غنى عن كتابك بكتب السلف، ولعمر الخلف وإن قصر ذراعها أوضح من عبارة السلف وإن طال باعها
------------------------------------
الله قد سمعت بأن ذلك قيل،.
والعبارة ما يعبر به من الألفاظ عما في القلب من المعاني، وهي في الأصل مصدر عبر بالتخفيف، أو اسم مصدر عبر بالتشديد، وهي من عبر النهر ونحوه بمعنى جاز عليه، وهذا المعنى ملاحظ هنا لأنه ينقل السامع من اللفظ إلى المعنى، وإن قلت هل يصح كون ذلك تعليلا لقوله لا مملا ولا مخلا مانعا، قلت لا يصح لأنه يلزم عليه أن تكون عبارة السلف مملة مخلة كلها، وأن عبارة الخلف مطلقا لا تمل ولا تخل فافهم، إلا أن يقال بالتزام ذلك في الجملة؛ (الخلف) أي القرن بعد القرن، والمراد المتأخرون (وإن قصر ذراعها) الواو حالية، أو عاطفة على محذوف، أي إن لم يقصر ذراعها، وإن قصر ذراعها والقصر ضد الطول والذراع اللفظ، وكذا الباع، شبه قلة اللفظ بقصر الذراع، واشتق من القصر بمعنى القلة، قصر بمعنى قل، ففي قصر استعارة تبعية لوقوعها في الفعل بعد وقوعها اعتبارا في المصدر
، تحقيقية لثبوت المشبه حسا وعقلا، تصريحية لذكر اللفظ المشتق من لفظ المشبه به، مرشحة لذكر مناسب القصر وهو الذراع، أو قل شبه اللفظ بالذراع واستعار اسمه له استعارة تحقيقية تصريحية أصلية مرشحة بذكر الطول، والقرينة لفظ العبارة وإن أردت الإكثار من هذا وبيانه حتى يتضح لكليل الذهن، فعليك بشرحي المذكور أو بحاشيتي على شرح الرواية "، أو حاشيتي على شرح النونية " للتلاتي.
পৃষ্ঠা ১৩
ويجوز أن تكون الاستعارة مكنية شبه الألفاظ بالإنسان في نفسه، ورمز إليه بذكر لازم الإنسان وهو الذراع والباع، وأصل الذراع من طرف الإصبع الوسطى إلى المرفق، هذا هو الحق وشهر من السبابة وهو مؤنث، وقد يذكر وكلام المصنف محتمل لهما لأنه ولو كان عنده مؤنثا يجوز أن لا يقرن فعله بالتاء لأنه ظاهر مجازي التأنيث ولأنه بمعنى اللفظ، (أوضح) خبر إن (من عبارة السلف): أي الماضين، وأصله من تقدم من آبائك أو أقاربك (وإن طال باعها) وكان يعوقني عنه قصور نظري وجمود قريحتي وعدم أهليتي لذلك
------------------------------------------------
الكلام هنا كالكلام قبله، وهكذا قس ما يأتي، ويجوز أن يريد بالعبارة التلفظ، وأصل الباع قدر مد الذراعين إلى جهتيهما، والمراد هنا اللفظ، ولا يخفى ما في التعبير بالذراع في عبارة الخلف، وبالباع في عبارة السلف من المناسبة والمبالغة، والباع أربعة أذرع نصفهما أرنبة الأنف.
(وكان يعوقني) يمنعني، واسم كان ضمير الشأن، أو ضمير الكتاب، أو ضمير الجمع المؤول من أجمع (عنه): أي عن الكتاب، أو جمعه، (قصور) فاعل يعوق أو
اسم كان وفي يعوق ضميره، لكن يلزم عليه تقديم الخبر الفعلي على مبتدئه حيث اللبس، فيقال إنه لا لبس هنا لوجود لفظ كان، (نظري) أي فكري وتأملي، قال ابن السبكي: النظر الفكر المؤدي إلى علم أو ظن، فانظر كتابي الذي ألفته في السفر بعضه في السفينة وبعضه في مكة الذي سميته إيضاح المنطق في بلاد المشرق "، (وجمود قريحتي) أي طبيعتي لأنها تقترح الشيء أي تبتدعه، وجمودها عدم سلوكها ودخولها في المسائل الصعبة، استعار الجمود لعدم انبساط القريحة المعبر عنه بضعف القريحة، ووجه الشبه قلة الانتفاع إلا بعد تكلف، أو شبه القريحة بماء في نفسه ورمز إليه بلازمه وهو إثبات الجمود، وهو تخييل باق على حقيقته استلحقته الاستعارة، أو مستعار لضعف الفطنة، والقريحة في الأصل الماء الأول في البئر، استعير لأول ما يستنبط من العلم أو لما يستنبط منه مطلقا، ووجه الشبه أن كلا سبب للحياة، الماء سبب لحياة الجسم، والعلم سبب لحياة الروح، أعني أنه معتبر نافع، ثم أطلق على العقل لأنه محل العلم لعلاقة الحالية والمحلية أو إحداهما، أو لأن العقل بعض ضروري العلم لعلاقة الكلية والبعضية أو إحداهما، أو ذلك استعارة ثم صار إطلاق القريحة على العلم حقيقة عرفية، (وعدم) بضم فسكون، وبضمتين وبفتحتين، (أهليتي): أي كوني أهلا، (لذلك) المذكور من جمع المختصر الجامع المبين لما به يفتى وخمود فطنتي، فلا أنظم في سلك سلاك تلك المسالك ولقلة.
পৃষ্ঠা ১৪
--------------------------------------------------
المتوسط بين الطول والقصر، (وخمود): أي سكون (فطنتي):
أي حذقتي.
والظاهر أنه أراد عدم اتقادها أصلا لأنه في مقام هضم النفس لا سكونها بعد اتقاد بدليل السياق السابق واللاحق، إلا إن أراد أنها كانت متقدة ثم سكنت لكبر ما ولهموم، فأشار إلى كونها كانت متقدة تحدثا بالنعمة، ولأن الفطنة والقريحة ضروريتان باعتبار الطبع وقطع النظر عن المعالجة والمجاهدة، فلا يدخله الرئاء والعجب بالإخبار بذلك، وشبه الفطنة بالنار واستعار اسم النار للفطنة ولم يذكره، فذلك استعارة بالكناية، رمز إليها بالخمود فإنه من لوازم النار أصلية تحقيقية، أو شبه عدم تحرك ذهنه في المسائل بخمود النار، واستعار له اسم الخمود استعارة تصريحية تحقيقية أصلية، والفطنة تجريد، والقرينة حالية أو الفطنة هي القرينة.
(فلا أنظم في سلك سلاك تلك المسالك) النظم: إدخال نحو الجوهر واللؤلؤ في السلك، والسلك بفتح فإسكان الخيط الذي ينظم فيه ذلك، وسلاك بالضم والتشديد جمع سالك، والمسالك جمع مسلك وهو اسم مكان السلوك أي الذهاب، والجواز، وأراد بتلك المسالك مراتب العلماء المؤلفين؛ شبه الكون في جملتهم بإدخال نحو الجوهرة في الخيط، واستعار له اسم الإدخال وهو النظم، واشتق منه أنظم بمعنى أدخل، فأنظم استعارة تبعية تصريحية تحقيقية لأن الإدخال موجود عقلا ويحس أيضا، والسلك ترشيح، أو شبه الكون منهم بالخيط المذكور واستعار له اسمه وهو السلك استعارة تصريحية تحقيقية أصلية مرشحة بالنظم، وقد أطلت الكلام في هذين اللفظين بعينهما في شرح عصام الدين، وشبه مراتب العلماء المؤلفين بالطرق، واستعار اسم السلوك للكون منهم والدخول في جملتهم، واشتق منه سلاك بمعنى الداخلين في جملتهم، فسلاك استعارة تبعية تصريحية تحقيقية وكذا المسالك، (ولقلة) متعلق بأعد بناء على أنه لا صدر ل لا النافية تصفحي للأصول والقواعد
পৃষ্ঠা ১৫
---------------------------------------------
غير العاملة مطلقا، أو ما لم تقع في جواب القسم، (تصفحي).
التصفح: البحث والنظر، (للأصول) جمع أصل وهو لغة ما ينبني عليه غيره، واصطلاحا الراجح، والمستصحب، والظاهر، والدليل، والتعبد، والغالب، والمخرج؛ كقول الفرضي : أصل المسألة من كذا، والقاعدة وليست بمرادة هنا ورد التعريف اللغوي بأنه لا يقال الولد ينبني على الوالد، ورد هذا الرد بأنه ينبني عليه عقلا كأصل الشجرة وأصل الجدار، والحقيقة فإنها أصل للمجاز، ويقال الأصل ما احتاج إليه غيره، ويرده أن الشجرة محتاجة إلى الثمرة من حيث كمالها، مع أن الشجرة ليست أصلا للشجرة، ويجاب بأن اعتبار الكمال وعدمه غير مراعى، فلا نقول: الثمرة أصل الشجرة، بل الشجرة أصل للثمرة لأنها لا تكون بلا شجرة، واعتبار الكمال أمر متلاعب متعاكس، وليس من اللغة، ويقال: أصل الشيء ما منه الشيء، ويرده أن الواحد من العشرة وليست العشرة من الواحد، ويجاب بأنها منه إذ تركبت بآحاد، والفرع ما بني على غيره من حيث إنه بني على غيره فخرجت أدلة الفقه من حيث يبنى عليها الفقه إذ هي بذلك الاعتبار أصول لا فروع، بخلافها من حيث تبنى هي على علم التوحيد، وكذلك يعتبر قيد الحيثية في الأصل، فيقال: الأصل ما بني عليه غيره من حيث إنه بني عليه غيره، ليخرج علم أصول الفقه من حيث إنه بني على علم أصل الدين فهو فرع بهذا الاعتبار لا أصل، والفرع عكس الأصل في جميع أقواله، ويتبادر أن مراده هنا الدليل، وهو من الكتاب والسنة والإجماع،.
পৃষ্ঠা ১৬
(والقواعد) جمع قاعدة، وهي قضية كلية يتعرف منها أحكام جزئيات موضوعها فقولك الفاعل مرفوع، قضية كلية، لأن المراد بالفاعل الجنس يكتسب منها معرفة حكم موضوعها وهو الرفع، وموضوعها هو قولك: الفاعل وجزئياته كل اسم وقع في عبارة فاعلا، وقولك: كل كلي مقول على كثيرين لا أعد من فرسان الفن وميدانه ولم أظفر بنيل الفوائد وحفظ
-----------------------
مختلفين بالحقائق جنس،
فموضوع هذه القضية قولك: كلي وجزئياته حيوان وجسم ونحوهما من الأجناس، وأحكامها كونها أجناسا، فاكتساب الحكم يجعل القضية كبرى لصغرى موضوعها جزئي من القضية الكلية، كقولك: الحيوان كلي مقول على كثيرين مختلفين بالحقائق، وكل كلي كذلك يكون جنسا ينتج الحيوان جنس فقد انتظم من ذلك قياس من الشكل الأول، والشاهد جزئي من جزئيات القاعدة، وزيد من قولك: قام زيد فاعل، وكل فاعل مرفوع، فزيد مرفوع.
পৃষ্ঠা ১৭
وقد أقرأت السنوسية في المسجد الحرام لأذكر نفائس دقائق التوحيد بالمنطق، ولنقصر على قومنا نفوسهم وهو محفل عظيم معمور بأصحابنا العمانيين العلماء والطلبة وببعض الشافعية؛ (لا أعد) بالبناء للمفعول، وكذا قوله: لا أنظم أي لا أحسب، (من فرسان) جمع فارس أو فرس، (الفن): أي النوع من العلوم، والمراد الفقه، وأل للعهد الذكري، إذ تقدم ذكره بلفظ الفقه، شبه العلماء بالفرسان بجامع السبق إلى مرغوب فيه، واستعار لهم اسمها استعارة تصريحية تحقيقية أصلية مطلقة، لأن الفن يلائم المشبه، والميدان يلائم المشبه به، (و) أهل (ميدانه): أي موضع استباق الأفراس، والضمير للفن، ولك أن تثبت للفن شيئا شبيها بالميدان، وتستعير اسمه له تصريحية تخييلية أصلية، (ولم أظفر) بضم الفاء أو فتحها وجهان، أي لم أفز (بنيل) إصابة (الفوائد) الفائدة لغة: ما استفدت من علم أو مال، واصطلاحا ما يترتب على الفعل، سواء كان ما لأجله الإقدام على الفعل أم لا، فشمل ما إذا حفر لأجل الماء فوجد كنزا قبل وجود الماء أو معه، وإذا كان الإقدام من أجل ذلك، فكما يسمى فائدة لترتبه يسمى غرضا لكونه مطلوبا وباعثا لكون الفعل من أجله، وعلة غائية لكونه يأتي آخرا، ولعله مشتق من اسم العين لأن المنفعة تصيب الفؤاد، كقولك: ركبه أصاب ركبته، (وحفظ العوائد حتى أتأهل لحوز قصب السبق في مضماره مع ما أنا فيه من اشتغال بال قد استولى علي سلطانه
----------------------------------
العوائد) جمع عائدة وهي المعروف المتكرر، وحفظها كنزها، شبه المسائل بالمال الذي يصان على حد ما
مر من الاستعارة الأصلية التصريحية التحقيقية والحفظ بمعنى عدم النسيان تجريد، وبمعنى الصون ترشيح (حتى أتأهل): أي أكون أهلا، و" حتى " ابتدائية فالمضارع بعدها مرفوع للحال.
وفي نسخ للمصنف اتهل بتشديد التاء قلبا لهمزة أهل ياء، وإدغام الياء بعد إبدالها تاء في التاء، وذلك شاذ كاتكل في أكل، وأصل ماضيه ايتهل بقلب همزة أهل ياء لسكونها بعد كسرة، ولم أحفظ اتهل واردا، أي لم أرتق تلك المراقي إلى أن أصل (لحوز): أي قبض، (قصب السبق في مضماره) القصب بفتح القاف والصاد النبات ذو الأنابيب، والمضمار الموضع تضمر فيه الخيل أي تعلف فيه القوت بعد السمن، ويطلق على غاية الفرس في السباق، وعلى موضع المسابقة، ويتبادر هذا والذي قبله كانوا يغرزون قصبة في آخر الميدان فيعلم الجواد من الأفراس بالسبق إليها وأخذها بواسطة مولاها، والهاء للعلم المعبر عنه بالفن أو للسبق أثبت للفن مضمارا تخييلا، ورشحه بقصب السبق وإضافة القصب لأدنى ملابسة، أو استعار لمعظم الفن لفظ القصب ورشحه بما بعده، أو ذلك استعارة تمثيلية شبه حال العلماء في غلبتهم لمن ساواهم في العلم بحال السابقين على الخيل في الميدان إلى القصبة بجامع حوز ما به الشرف، وقد تقرر أنه لا يصار إلى الاستعارة في الأفراد ما وجدت الاستعارة التمثيلية بلا تكلف، (مع ما أنا فيه من اشتغال بال): أي قلب (قد استولى) تغلب (علي سلطانه): أي قوته، أو أثبت الملك بكسر اللام
পৃষ্ঠা ১৮
للاشتغال تخييلا، واستعار له لفظ السلطان، واستولى ترشيح وسلطان الاشتغال هو الاشتغال العظيم من بين الاشتغالات، واختلال حال قد تبين لدي برهانه. ومن أن العلم قد أدبرت أيامه وانطمست أعلامه وسدت مصادره ومنعت موارده لولا أن لي خبيرا ماهرا جاب البلاد .......................
--------------------------------------
ولك أن تجعل الاشتغال كله سلطانا، وعليه فالإضافة للبيان أي سلطان هو الاشتغال، (واختلال) أي فساد (حال قد تبين لدي): أي عندي (برهانه) أي دليله القاطع، والهاء للاختلال.
পৃষ্ঠা ১৯
(و) مع ما أنا فيه (من أن العلم) والعطف على من اشتغال، ولا حاجة إلى جعله عطفا على علة محذوفة، هكذا منعت من الحوز لذلك ولأن العلم (قد أدبرت) مضت (أيامه) وعقبتها أيام الجهل، أراد بالعلم المعلومات الإسلامية كلها فقها وغيره، والإدبار: التولي والانقضاء، (وانطمست) اندرست (أعلامه) جمع علم بفتح العين واللام، أي علامة، والمراد العلماء فإنهم علامات العلم وأدلاء عليه، شبه فقدهم بانطماس طرق الأرض فلا يهتدي الماشي فيها إلى مقصده، (وسدت) أي حبست (مصادره) جمع مصدر، وهو الموضع الذي يصدر منه الشيء أي يحدث ويخرج منه، شبه موت العلماء وفقدها بسد نحو الحوض وخيل له المصادر والموارد، (ومنعت موارده) جمع مورد، وهو الموضع الذي يورد: أي يصله الشيء، أو أراد المصادر المواضع التي يصدر عنها بعد ورودها، وهو أوفق، أو المصادر، والمراد عبارة عن العلماء شبههم بمواضع الصدر والورد ورشح بالسد، والمراد أنه لا عالم فضلا عن أن يورد إليه ويصدر منه إلا من استثناه بقوله، (لولا أن لي خبيرا): أي دليلا، شبه الجهل بمفازة اندرست أرجامها التي يهتدى بها فيها وشيخه بالدليل، وجواب لولا دل عليه مضمون ما قبلها كأنه قد ذهب العلم لولا أن لي خبيرا (ماهرا) كامل الدلالة، (جاب) قطع (البلاد): أي مهامه الجهل، فهو استعارة أو تابع للاستعارة السابقة على خلاف سهلها ووعرها وبأواني سحابا هامرا جاد على السوح فأخصبها عمرانها وقفرها ونجما ثاقبا به يقتدى وإليه من تحير الضلال وشبه الزيغ.
-----------------------------------
بسطته في شرح عصام الدين، وفي بيان البيان المشتمل على الفنون الثلاثة
(سهلها ووعرها) بدل من البلاد، أو توكيد عند بعض، وبينهما طباق كما بين العجم والعرب وغيرهما من كل متضادين جمعا في كلام، والوعر خلاف السهل كالجبل بإسكان العين وكسرها، والإسكان أنسب لقوله سهلها بل أوكد لقوله بعد وقفرها (و) لولا أن (بأواني): أي في زماني بفتح الهمزة وتكسر أيضا، (سحابا) شبه شيخه بالسحاب.
ورشح بقوله (هامرا): أي سائلا، أي ساكبا بكثرة شبه نشره العلم للناس بسيلان الماء من السحاب، وبينه وبين ماهر جناس القلب البعضي، وقد ظهر لك بتقديري لولا أن في قوله وبأواني أن عطف قوله بأواني سحابا على قوله إن لي خبيرا عطف معمولين على معمولي عامل واحد، وهكذا يعلم الإعراب بتقديري، (جاد) بالإعطاء بلا سؤال، (على السوح) جمع ساحة، وهي الجهة، وهو بضم السين، وهو إما تبع للاستعارة أو خروج إلى إرادة هذه البلاد، ويدل على التبع قوله: (فأخصبها) جعلها كثيرة العشب ورافهة العيش، (عمرانها وقفرها) فيه ما في سهلها ووعرها وهو تابع الاستعارة، أو أشار بعمران إلى من فيه بقية علم قليل، وبالقفر إلى من خلا من العلم، (ونجما ثاقبا) مضيئا، يثقب الظلمة، (به يقتدى) قدم به للاهتمام وللسجع وللحصر لأنه لا مقتدى به سوى شيخه في ذلك الزمان في هذه البلاد، وكذا قوله (وإليه) فإنه متعلق بيهتدى.
وأما قوله (من تحير) فقدم للسجع، وهو بفتح التاء والحاء وضم الياء مصدر تحير مضاف لقوله (الضلال) إضافة ملابسة، إضافة
পৃষ্ঠা ২০