শারহ নাহজ বালাঘা
شرح نهج البلاغة
তদারক
محمد عبد الكريم النمري
প্রকাশক
دار الكتب العلمية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
১৪১৮ AH
প্রকাশনার স্থান
بيروت
وأما منها في قوله عليه السلام : والاعتذار منها ، فيمكن أن تكون من على أصلها ، يعني أن عمر كان كثيرا ما يحكم بالأمر ثم ينقضه ، ويفتي بالفتيا ثم يرجع عنها ، ويعتذر مما أفتى به أولا . ويمكن أن تكون من ههنا للتعليل والسببية ، أي ويكثر اعتذار الناس عن أفعالهم وحركاتهم لأجلها ، قال :
أمن رسم دار مربع ومصيف . . . لعينيك من ماء الشؤون وكيف !
أي لأجل رسم المربع والمصيف هذه الدار وكف دمع عينيك ! والصعبة من النوق : ما لم تركب ولم ترض ، إن أشنق لها راكبها بالزمام خرم أنفها ، وإن أسلس زمامها تقحم في المهالك فألقته في مهواة أو ماء أو نار ، أو ندت فلن تقف حتى ترديه عنها فهلك .
وأشنق الرجل ناقته ، إذا كفها بالزمام ، وهو راكبها ، واللغة المشهورة شنق ، ثلاثية . وفي الحديث : إن طلحة أنشد قصيدة فما زال شانقا راحلته ، حتى كتبت له . وأشنق البعير نفسه ، إذا رفع رأسه ، يتعدى ولا تعدى ، وأصله من الشناق ، وهو خيط يشد به فم القربة .
وقال الرضي أبو الحسن رحمه الله تعالى : إنما قال عليه السلام : أشنق لها ، ولم يقل : أشنقها ، لأنه جعل ذلك في مقابلة قوله : أسلس لها ، وهذا حسن . فإنهم إذا قصدوا الازدواج في الخطابة فعلوا مثل هذا ، قالوا : الغدايا والعشايا ، والأصل الغدوات جمع غدوة . وقال صلى الله عليه وسلم : ' ارجعن مأزورات غير مأجورات ' ، وأصله موزورات بالواو ، لأنه من الوزر .
وقال الرضي رحمه الله تعالى : ومما يشهد على أن أشنق بمعنى شنق قول عدي بن زيد العبادي :
ساءها ما لها تبين في الأيدي وإشناقها إلى الأعناق
قلت : تبين في هذا البيت فعل ماض ، تبين يتبين تبينا ، واللام في لها تتعلق بتبين . يقول : ظهر لها ما في أيدينا فساءها ، وهذا البيت من قصيدة أولها :
ليس شيء على المنون بباق . . . غير وجه المسبح الخلاق
وقد كان زارته بنية له صغيرة اسمها هند ، وهو في الحبس - حبس النعمان - ويداه مغلولتان إلى عنقه ، فأنكرت ذلك ، وقالت : ما هذا الذي في يدك وعنقك يا أبت ! وبكت ، فقال هذا الشعر . وقبل هذا البيت :
ولقد غمني زيارة ذي قر . . . بى صغير لقربنا مشتاق
পৃষ্ঠা ১০৮