শারহ নাহজ বালাঘা

ইবনে আবি হাদিদ d. 656 AH
53

শারহ নাহজ বালাঘা

شرح نهج البلاغة

তদারক

محمد عبد الكريم النمري

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪১৮ AH

প্রকাশনার স্থান

بيروت

فإن قيل : فهل كان إبليس من الملائكة أم من نوع آخر ؟ قيل : قد اختلف في ذلك فمن قال : إنه من الملائكة احتج بالاستثناء في قوله : ' فسجد الملائكة كلهم أجمعون ، إلا إبليس ' ، وقال : إن الاستثناء من غير الجنس خلاف الأصل . ومن قال : إنه لم يكن منهم احتج بقوله تعالى : ' إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ' .

وأجاب الأولون عن هذا فقالوا : إن الملائكة يطلق عليهم لفظ الجن لاجتنانهم واستتارهم عن العين . وقالوا : قد ورد ذلك في القرآن أيضا في قوله تعالى : ' وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ' ، والجنة ههنا الملائكة ، لأنهم قالوا : إن الملائكة بنات الله ، بدليل قوله : ' أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا ' ، وكتب التفسير تشتمل من هذا على ما لا نرى الإطالة بذكره .

فأما القطب الراوندي : فقال في هذين الفصلين في تفسير ألفاظهما اللغوية : العذب من الأرض ما ينبت ، والسبخ : ما لا ينبت ، وهذا غير صحيح ، لأن السبخ ينبت النخل ، فيلزم أن يكون عذقا على تفسيره ! وقال : فجبل منها صورة ، أي خلق خلقا عظيما . ولفظة جبل ، في اللغة تدل على خلق سواء كان المخلوق عظيما أو غير عظيم .

وقال : الوصول : جمع وصل ، وهو العضو ، وكل شيء اتصل بشيء فما بينهما وصلة . والفصول : جمع فصل وهو الشيء المنفصل ، وما عرفنا في كتب اللغة أن الوصل هو العضو ، ولا قيل هذا . وقوله بعد ذلك : وكل شيء اتصل بشيء فما بينهما وصلة لا معنى لذكره بعد ذلك التفسير . والصحيح أن مراده عليه السلام أظهر من أن يتكلف له هذا التكلف ، ومراده عليه السلام أن تلك الصورة ذات أعضاء متصلة كعظم الساق أو عظم الساعد ، وذات أعضاء منفصلة في الحقيقة ، وإن كانت متصلة بروابط خارجها عن ذواتها كاتصال الساعد بالمرفق واتصال الساق بالفخذ .

ثم قال : يقال : استخدمته لنفسي ولغيري ، واختدمته لنفسي خاصة ، وهذا مما لم أعرفه ، ولعله نقله من كتاب .

ثم قال : والإذعان : الإنقياد ، والخنوع : الخضوع ، وإنما كرر الخنوع بعد الإذعان لأن الأول يفيد أنهم أمروا بالخضوع له في السجود ، والثاني يفيد ثباتهم على الخضوع لتكرمته أبدا .

পৃষ্ঠা ৭৩