312

শারহ নাহজ বালাঘা

شرح نهج البلاغة

সম্পাদক

محمد عبد الكريم النمري

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণ

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪১৮ AH

প্রকাশনার স্থান

بيروت

فاختلف أصحاب علي عليه السلام في الرأي ؛ فطائفة قالت القتال ، وطائفة قالت المحاكمة إلى الكتاب ، ولا يحل لنا الحرب ، وقد دعينا إلى حكم الكتاب ؛ فعند ذلك بطلت الحرب ووضعت أوزارها .

قال نصر : وحدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : لما كان اليوم الأعظم ، قال أصحاب معاوية : والله لا نبرح اليوم العرصة حتى نموت أو يفتح لنا ، وقال أصحاب علي عليه السلام : لا نبرح اليوم العرصة حتى نموت أو يفتح لنا ، فبادروا القتال غدوة في يوم من أيام الشعرى طويل ، شديد الحر فتراموا حتى فنيت النبال ، وتطاعنوا حتى تقصفت الرماح ، ثم نزل القوم عن خيولهم ، ومشى بعضهم إلى بعض بالسيوف حتى كسرت جفونها ، وقام الفرسان في الركب ، ثم اضطربوا بالسيوف وبعمد الحديد ، فلم يسمع السامعون إلا تغمغم القوم ، وصليل الحديد في الهام ، وتكاد الأفواه وكسفت الشمس ، وثار القتام ، وضلت الألوية والرايات ، ومرت مواقيت أربع صلوات ، ما يسجد فيهن لله إلا تكبيرا ، ونادت المشيخة في تلك الغمرات : يا معشر العرب ؛ الله الله في الحرمات من النساء والبنات ! قال جابر : فبكى أبو جعفر وهو يحدثنا بهذا الحديث .

قال نصر : وأقبل الأشتر على فرس محذوف ، وقد وضع مغفره على قربوس السرج ، وهو ينادي : اصبروا يا معشر المؤمنين ، فقد حمي الوطيس ، ورجعت الشمس من الكسوف ، واشتد القتال ، وأخذت السباع بعضها بعضا ، فهم كما قال الشاعر :

مضت واستأخر القرعاء عنها . . . وخلي بينهم إلا الوريع قال : يقول واحد لصاحبه في تلك الحال : أي رجل هذا لو كانت له نية ! فيقول صاحبه : وأي نية أعظم من هذه ثكلتك أمك وهبلتك ! إن رجلا كما ترى قد سبح في الدم ، وما أضجرته الحرب ، وقد غلت هام الكماة من الحر ، وبلغت القلوب الحناجر ، وهو كما تراه جزعا يقول هذه المقالة ! اللهم لا تبقنا بعد هذا ! قلت : لله أم قامت عن الأشتر ! لو أن إنسانا يقسم أن الله تعالى ما خلق في العرب ولا في العجم أشجع منه إلا أستاذه عليه السلام لما خشيت عليه الإثم ! ولله در القائل ، وقد سئل عن الأشتر : ما أقول في رجل هزمت حياته أهل الشام ، وهزم موته أهل العراق .

وبحق ما قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام : كان الأشتر لي كما كنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

পৃষ্ঠা ১২৬