শারহ নাহজ বালাঘা
شرح نهج البلاغة
সম্পাদক
محمد عبد الكريم النمري
প্রকাশক
دار الكتب العلمية
সংস্করণ
الأولى
প্রকাশনার বছর
১৪১৮ AH
প্রকাশনার স্থান
بيروت
قال : وقد كان يجوز أن يقول : من كفر فعليه ذنبه ، لكن الأحسن هو إعادة اللفظ ، فأما إذا كان غير جواب لم تلزم فيه هذه المراعاة اللفظية ، بل قد تقابل اللفظة بلفظة تفيد معناها ؛ وإن لم تكن هي بعينها ، نحو قوله تعالى : ' ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ' ، فقال : يفعلون ولم يقل يعملون .
وكذلك قوله تعالى : ' ففزع منهم قالوا لا تخف ' ، ولم يقل : قالوا لا تفزع .
وكذلك قوله تعالى : ' إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ' ، ولم يقل : كنتم تخوضون وتلعبون ، قال : ونحو ذلك من الأبيات الشعرية قول أبي تمام :
بسط الرجاء لنا برغم نوائب . . . كثرت بهن مصارع الآمال
فقال : الآمال عوض الرجاء ، قال أبو الطيب :
إني لأعلم واللبيب خبيرأن الحياة وإن حرصت غرور
فقال : خبير ولم يقل : عليم ، قال : وإنما حسن ذلك ، لأنه ليس بجواب ، وإنما هو كلام مبتدأ . قلت : الصحيح أن هذه الآيات ، وهي قوله تعالى : ' نسوا الله فأنساهم أنفسهم ' وما شابهها ليست من باب المقابلة التي نحن في ذكرها ، وأنها نوع آخر ، ولو سميت : المماثلة أو المكافأة لكان أولى ، والدليل على ذلك أن هذا الرجل حد المقابلة في أول الباب الذي ذكر هذا البحث فيه ، فقال : إنها ضد التجنيس ؛ لأن التجنيس أن يكون اللفظ واحدا مختلف المعنى ؛ وهذه لا بد أن تتضمن معنيين ضدين ، وإن كان التضاد مأخوذا من حدها ، فقد خرجت هذه الآيات من باب المقابلة ، وكانت نوعا آخر .
وأيضا فإن قوله تعالى : ' ومكروا مكرا ومكرنا مكرا ' ليس من سلك الآيات الأخرى ، لأنه بالواو والآيات الأخرى بالفاء ، والفاء جواب ، والواو ليست بجواب .
وأيضا ، فإنا إذ تأملنا القرآن العزيز لم نجد ما ذكره هذا الرجل مطردا ، قال تعالى : ' أما من استغنى ، فأنت له تصدى ، وما عليك ألا يزكى ، وأما من جاءك يسعى ، وهو يخشى ، فأنت عنه تلهى ' ، فلم يقل في الثانية : وأما من جاءك يسعى وهو فقير .
وقال تعالى : ' فأما من أعطى واتقى ، وصدق بالحسنى ، فسنيسره لليسرى ، وأما من بخل واستغنى ، وكذب بالحسنى ، فسنيسره للعسرى ' ، فقابل بين أعطى وبخل ولم يقابل بين اتقى واستغنى ، ومثل هذا في القرآن العزيز كثير ، وأكثر من الكثير .
وقد بان الآن أن التقسيم الأول فاسد ، وأنه لا مقابلة إلا بين الأضداد وما يجري مجراها .
পৃষ্ঠা ৬৫