শারহ নাহজ বালাঘা
شرح نهج البلاغة
সম্পাদক
محمد عبد الكريم النمري
প্রকাশক
دار الكتب العلمية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
১৪১৮ AH
প্রকাশনার স্থান
بيروت
هذا حديث متفق عليه من أهل السيرة ، وقد وردت الروايات فيه بزيادات ؛ روى المدائني قال : لما أخذ أبو بكر بيد عمر وأبي عبيدة وقال للناس : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، قال أبو عبيدة لعمر : امدد يدك نبايعك ، فقال عمر : ما لك في الإسلام فهة غيرها . أتقول هذا وأبو بكر حاضر ! ثم قال للناس : أيكم يطيب نفسا أن يتقدم قدمين قدمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة ؟ رضيك رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ، أفلا نرضاك لدنيانا ! ثم مد يده إلى أبي بكر فبايعه ، وهذه الرواية هي التي ذكرها قاضي القضاة رحمه الله تعالى في كتاب المغني .
وقال الواقدي في روايته في حكاية كلام عمر : والله لأن أقدم فأنحر كما ينحر البعير ، أحب إلي من أن أتقدم على أبي بكر .
وقال شيخنا أبو القاسم البلخي : قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ : إن الرجل الذي قال : لو قد مات عمر لبايعت فلانا ، عمار بن ياسر ، قال : لو مات عمر لبايعت عليا عليه السلام . فهذا القول هو الذي هاج عمر أن خطب بما خطب به .
وقال غيره من أهل الحديث : إنما كان المعزوم على بيعته لو مات عمر ، طلحة بن عبيد الله .
فأما حديث الفلتة ، فقد كان سبق من عمر أن قال : إن بيعة أبي بكر كما كانت فلتة وقى الله شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه .
وهذا الخبر الذي ذكرناه عن ابن عباس وعبد الرحمن بن عوف فيه حديث الفلتة ، ولكنه منسوق على ما قاله أولا ، ألا تراه يقول : فلا يغرن امرأ أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، فلقد كانت كذلك ، فهذا يشعر بأنه قد كان قال من قبل : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة .
وقد أكثر الناس في حديث الفلتة ، وذكرها شيوخنا المتكلمون ، فقال شيخنا أبو علي رحمه الله تعالى : الفلتة ليست الزلة والخطيئة ، بل هي البغتة ، وما وقع فجأة من غير روية ولا مشاورة ، واستشهد بقول الشاعر :
من يأمن الحدثان بعد صبيرة القرشي ماتا
سبقت منيته المشيب وكان ميتته افتلاتا
يعني بغتة .
وقال شيخنا أبو علي رحمه الله تعالى : ذكر الرياشي أن العرب تسمي آخر يوم من شوال فلتة ، من حيث إن كل من لم يدرك ثأره فيه فاته ، لأنهم كانوا إذا دخلوا في الأشهر الحرم لا يطلبون الثأر ، وذو القعدة من الأشهر الحرم ، فسموا ذلك اليوم فلتة ، لأنهم إذا أدركوا فيه ثأرهم ، فقد أدركوا ما كان يفوتهم ، فأراد عمر أن بيعة أبي بكر تداركها بعد أن كادت تفوت .
পৃষ্ঠা ১৬