শারহ নাহজ বালাঘা
شرح نهج البلاغة
সম্পাদক
محمد عبد الكريم النمري
প্রকাশক
دار الكتب العلمية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
১৪১৮ AH
প্রকাশনার স্থান
بيروت
الشرح : يجوز أن يعني بقوله : بين حجارة خشن وحيات صم ، الحقيقة لا المجاز ؛ وذلك أن البادية بالحجاز ونجد وتهامة وغيرها من أرض العرب ذات حيات وحجارة خشن ، وقد يعني بالحجارة الخشن الجبال أيضا أو الأصنام ، فيكون داخلا في قسم الحقيقة إذا فرضناه مرادا ، ويكون المعني بذلك وصف ما كانوا عليه من البؤس وشظف العيشة وسوء الاختيار في العبادة ، فأبدلهم الله تعالى بذلك الريف ولين المهاد وعبادة من يستحق العبادة .
ويجوز أن يعني به المجاز ، وهو الأحسن ؛ يقال للأعداء حيات . والحية الصماء أدهى من التي ليست بصماء ، لأنها لا تنزجر بالصوت . ويقال للعدو أيضا : إنه لحجر خشن المس ، إذا كان ألد الخصام .
والجشب من الطعام : الغليظ الخشن .
وقال أبو البختري وهب بن وهب القاضي : كنت عند الرشيد يوما ، واستدعى ماء مبردا بالثلج ، فلم يوجد في الخزانة ثلج ، فاعتذر إليه بذلك ، وأحضر إليه ماء غير مثلوج ، فضرب وجه الغلام بالكوز ، واستشاط غضبا ، فقلت له : أقول يا أمير المؤمنين وأنا آمن ؟ فقال : قل ، قلت : يا أمير المؤمنين ، قد رأيت ما كان من الغير بالأمس - يعني زوال دولة بني أمية - والدنيا غير دائمة ولا موثوق بها ، والحزم ألا تعود الترفه والنعمة ، بل تأكل اللين والجشب ، وتلبس الناعم والخشن ، وتشرب الحار والقار ؛ فنفحني بيده ، وقال : لا والله ، لا أذهب إلى ما تذهب إليه ، بل ألبس النعمة ما لبستني ، فإذا نابت نوبة الدهر عدت إلى نصاب غير خوار .
وقوله : والآثام بكم معصوبة ، استعارة ، كأنها مشدودة إليهم .
وعنى بقوله : تسفكون دماءكم ، وتقطعون أرحامكم ، ما كانوا عليه في الجاهلية من الغارات والحروب .
ومنها : الأصل : فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي ، فضننت بهم عن الموت ، وأغضيت على القذى ، وشربت على الشجى ، وصبرت على أخذ الكظم ، وعلى أمر من طعم العلقم .
الشرح : الكظم ، بفتح الظاء : مخرج النفس ، والجمع أكظام . وضننت بالكسر : بخلت ، وأغضيت على كذا : غضضت طرفي ، والشجى : ما يعترض في الحلق .
পৃষ্ঠা ১৩