শারহ নাহজ বালাঘা
شرح نهج البلاغة
সম্পাদক
محمد عبد الكريم النمري
প্রকাশক
دار الكتب العلمية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
১৪১৮ AH
প্রকাশনার স্থান
بيروت
قال : ووجه رجلا من قريش إلى تبالة ، وبها قوم من شيعة علي عليه السلام ، وأمره بقتلهم . فأخذهم ، وكلم فيهم وقيل له : هؤلاء قومك ، فكف عنهم حتى نأتيك بكتاب من بسر بأمانهم ، فحبسهم . وخرج منيع الباهلي من عندهم إلى بسر وهو بالطائف يستشفع إليه فيهم ، فتحمل عليه بقوم من الطائف ، فكلموه فيهم ، وسألوه الكتاب بإطلاقهم ، فوعدهم ، ومطلهم بالكتاب حتى ظن أنه قد قتلهم القرشي المبعوث لقتلهم ، وأن كتابه لا يصل إليهم حتى يقتلوا . ثم كتب لهم ، فأتى منيع منزله ، وكان قد نزل على امرأة بالطائف ورحله عندها ، فلم يجدها في منزلها ، فوطئ على ناقته بردائه ، وركب فسار يوم الجمعة وليلة السبت لم ينزل عن راحلته قط ، فأتاهم ضحوة ، وقد أخرج القوم ليقتلوا ، واستبطئ كتاب بسر فيهم ، فقدم رجل منهم فضربه رجل من أهل الشام ، فانقطع سيفه ، فقال الشاميون بعضهم لبعض ، شمسوا سيوفكم حتى تلين فهزوها . وتبصر منيع الباهلي بريق السيوف ، فألمع بثوبه ، فقال القوم : هذا راكب عنده خبر ، فكفوا ، وقام به بعيره فنزل عنه ، وجاء على رجليه يشتد فدفع الكتاب إليهم فأطلقوا . وكان الرجل المقدم - الذي ضرب بالسيف فانكسر السيف - أخاه .
قال إبراهيم : وروى علي بن مجاهد ، عن ابن إسحاق أن أهل مكة لما بلغهم ما صنع بسر ، خافوه وهربوا ، فخرج ابنا عبيد الله بن العباس ؛ وهما سليمان وداود ، وأمهما جويرية ابنة خالد ابن قرظ الكنانية ، وتكنى أم حكيم ، وهم حلفاء بني زهرة - وهما غلامان - مع أهل مكة ، فأضلوهما عند بئر ميمون بن الحضرمي - وميمون هذا هو أخو العلاء بن الحضرمي - وهجم عليهما بسر ، فأخذهما وذبحهما ، فقالت أمهما :
ها من أحس بإبني اللذين هما . . . كالدرتين تشظى عنهما الصدف
ها من أحس بإبني اللذين هما . . . سمعي وقلبي ، فقلبي اليوم مختطف
ها من أحس بإبني اللذين هما . . . مخ العظام ، فمخي اليوم مزدهف
نبئت بسرا وما صدقت ما زعموا . . . من قولهم ومن الإفك الذي اقترفوا
أنحى على ودجي إبني مرهفة . . . مشحوذة ، وكذاك الإثم يقترف
من دل والهة حرى مسلبة . . . على صبيين ضلا إذ مضى السلف
وقد روي أن اسمهما قثم وعبد الرحمن . وروي أنهما ضلا في أخوالهما بني كنانة . وروي أن بسرا إنما قتلهما باليمن ، وأنهما ذبحا على درج صنعاء .
وروى عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبيه ، أن بسرا لما دخل الطائف ، وقد كلمه المغيرة ، قال له : لقد صدقتني ونصحتني ؛ فبات بها وخرج منها ، وشيعه المغيرة ساعة ، ثم ودعه وانصرف عنه ، فخرج حتى مر ببني كنانة ، وفيهم ابنا عبيد الله بن العباس وأمهما . فلما انتهى بسر إليهما ، طلبهما ، فدخل رجل من بني كنانة - وكان أبوهما أوصاه بهما - فأخذ السيف من بيته وخرج ، فقال له بسر : ثكلتك أمك ! والله ما كنا أردنا قتلك ، فلم عرضت نفسك للقتل ! قال : أقتل دون جاري أعذر لي عند الله والناس . ثم شد على أصحاب بسر بالسيف حاسرا ، وهو يرتجز :
পৃষ্ঠা ৯