শারহ নাহজ বালাঘা

ইবনে আবি হাদিদ d. 656 AH
159

শারহ নাহজ বালাঘা

شرح نهج البلاغة

তদারক

محمد عبد الكريم النمري

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪১৮ AH

প্রকাশনার স্থান

بيروت

فأما الكلام الذي كان أمير المؤمنين عليه السلام قاله على منبر الكوفة فاعترضه فيه الأشعث ، فإن عليا عليه السلام قام إليه - وهو يخطب ، ويذكر أمر الحكمين - رجل من أصحابه ، بعد أن انقضى أمر الخوارج ، فقال له : نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها ، فما ندري أي الأمرين أرشد ! فصفق عليه السلام بإحدى يديه على الأخرى ، وقال : هذا جزاء من ترك العقدة . وكان مراده عليه السلام : هذا جزاؤكم إذ تركتم الرأي والحزم ، وأصررتم على إجابة القوم إلىالتحكيم ؛ فظن الأشعث أنه أراد : هذا جزائي حيث تركت الرأي والحزم وحكمت ، لأن هذه اللفظة محتملة ، ألا ترى أن الرئيس إذا شغب عليه جنده وطلبوا منه اعتماد أمر ليس بصواب ، فوافقهم تسكينا لشغبهم لا استصلاحا لرأيهم ، ثم ندموا بعد ذلك ، قد يقول : هذا جزاء من ترك الرأي ، وخالف وجه الحزم ؛ ويعني بذلك أصحابه ؛ وقد يقوله يعني به نفسه حيث وافقهم أمير المؤمنين عليه السلام ، إنما عنى ما ذكرناه دون ما خطر للأشعث ، فلما قال له : هذه عليك لا لك ، قال له : وما يدريك ما علي مما لي ، عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين ! وكان الأشعث من المنافقين في خلافة علي عليه السلام ، وهو في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، كما كان عبد الله بن أبي بن سلول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كل واحد منهما رأس النفاق في زمانه .

وأما قوله عليه السلام للأشعث : حائك ابن حائك ، فإن أهل اليمن يعيرون بالحياكة ، وليس هذا مما يخص الأشعث .

ومن كلام خالد بن صفوان : ما أقول في قوم ليس فيهم إلا حائك برد ، أو دابغ جلد ، أو سائس قرد ، ملكتهم امرأة ، وأغرقتهم فأرة ، ودل عليهم هدهد !

ومن خطبة له في تهويل ما بعد الموت وتعظيمه

الأصل : فإنكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم ، لجزعتم ووهلتم ، وسمعتم وأطعتم ، ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا ؛ وقريب ما يطرح الحجاب .

ولقد بصرتم إن أبصرتم ، وأسمعتم إن سمعتم ، وهديتم إن اهتديتم ، وبحق أقول لكم : لقد جاهرتكم العبر ، وزجرتم بما فيه مزدجر ، ما يبلغ عن الله بعد رسل السماء إلا البشر .

الشرح : الوهل الخوف ، وهل الرجل يوهل .

و ما في قوله : ما يطرح ، مصدرية ؛ تقديره : وقريب طرح الحجاب ، يعني رفعه بالموت .

وهذا الكلام يدل على صحة القول بعذاب القبر ، وأصحابنا كلهم يذهبون إليه ، وإن شنع عليهم أعداؤهم من الأشعرية وغيرهم بجحده .

وذكر قاضي القضاة رحمه الله تعالى أنه لم يعرف معتزليا نفى عذاب القبر ، لا من متقدمه ولا من متأخرهم ؛ قال : وإنما نفاه ضرار بن عمرو ، لمخالطته لأصحابنا وأخذه عن شيوخنا ، ما نسب قوله إليهم .

পৃষ্ঠা ১৭৯