182

শারহ মুসনাদ আবি হানিফা

شرح مسند أبي حنيفة

সম্পাদক

الشيخ خليل محيي الدين الميس

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪০৫ AH

প্রকাশনার স্থান

بيروت

شيء جرت به المقادير) أي وفق القضاء في التحارير (وجفت (١) به الأقلام) أي من كل عمل يصدر من الأنام (قال) أي سراقة (ففيم العمل) أي المطلوب منه شرعًا، مع أنه مخلوق في بني آدم طبعًا، (قال: اعملوا) أي لا بد من ظهور العمل وطي طومار الأمل إلى انتهاء الأجل (فكل ميسر) أي مهيء ومعد معه (لما خلق له) أي من الخير والشر، وما يترتب عليهما من الجنة والنار (ثم قرأ) أي النبي ﷺ استشهادًا أو اعتضادًا ﴿فأما من أعطى﴾ أي المال لمرضاة الله أو الطاعة لمولاه ﴿واتقى﴾ أي المعاصي وما يتمناه من هوان، ﴿وصدق بالحسنى﴾ أي بكلمة التوحيد وما يتبعها من أمر الحميد، ﴿فسنيسره لليسرى﴾ أي فنسهله للطريق السهل الموصل إلى مقام التأبيد من الجنة المؤبدة، ﴿وأما من بخل﴾ بماله ﴿واستغنى﴾ بجماله، وظن أنه في مقام كماله ﴿وكذب بالحسنى﴾ أي بكلمة الشهادة وأعرض عن موجباتها من آثار السعادة ﴿فسنيسره للعسرى﴾ أي للطريق الصعب في الأخرى، وهي النار الموقدة.
والحديث أخرجه أحمد ومسلم، وابن حبان والطبراني، وابن مردويه عن جابر أن سراقة قال: يا رسول الله ﷺ في أي شيء نعمل ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الأقلام أم في شيء نستقبل فيه العمل؟ قال: لا بل في شيء ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الأقلام. قال سراقة: ففيم العمل إذًا يا رسول الله؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له وقرأ رسول الله ﷺ هذه الآية: ﴿فأما من أعطى واتقى﴾ إلى قوله ﴿فسنيسره للعسرى﴾ (٢).

(١) قال في المرقاة جف القلم كناية من جريان القلم بالمقادير وإمضائها والفراغ منها
(٢) الليل ٥ - ٦.

1 / 175